دور الأمم المتحدة ومبعوثيها في إطالة أمد الصراع اليمني وحماية الحوثيين سياسيًا واقتصاديًا
التقارير
●أسامة عبد الله حسن | اليمني الجديد
يرى الكثير من اليمنيين السياسيين والناشطين، أن الدور الذي تقوم به الامم المتحدة من خلال مبعوثيها الأربعة،بداءً من جمال بن عمر وانتهاء بهانس غروندبرغ ،وهم من تولوا مهام وضع الحلول وتقريب وجهة النظر وانهاء الحرب في اليمن، إلى جانب التغاضي الذي عززه المبعوثين الدوليين ،سواء من خلال سياسات جمال بن عمر، أواسماعيل ولد الشيخ ومارتن غريفت وهانس غروندبرغ .
ويجمع اليمنيون أن المبعوثين الامميين يمثلون جزء من اطالة أمد الحرب، وأن ما قام به المبعوثين تركز على زعزعة واقع الدولة والمؤسسات، وشرعنة ايجاد التفكك في المجتمع والدولة والجغرافيا، بالاضافة إلى ما تقوم به الامم المتحدة والمبعوث الدولي إلى اليمن، من عرقلة أي اصلاحات اقتصادية ومالية، وظل دور المبعوثين يتذبذب في الوقوف والدعم لجماعة الحوثيين المصنفة ارهابيين طيلة الصراع اليمني.
فخلال الازمة اليمنية التي بدأت مع ما يسمى بالربيع العربي وتطور الاحداث في اليمن، لتأخذ بعدا دولياً واقليمياً، فإن هناك من اليمنيين من أعتبر أن التدخل الاقليمي ،إلى جانب ما تلعبه الامم المتحدة من دور سيئ ، على أنه قضى على حالة السلم والتوافق .
ويتحدد هدف الامم المتحدة من خلال موقفها السياسي إلى جانب ما تحاول الحصول عليه من مساعدات، إنما يؤكد أن الامم المتحدة لم تعد تلعب دور في السلام العالمي ،بقدر ما أصبحت تخوض صراعا خاصا بها للحصول على الاموال .
إلى جانب الفساد الذي يجري في أكثر من مجال، والذي استثمارته المنظمات ،حيث تذهب معظم المساعدات للجوانب الخاصة للمنظمات نفسها ومشاريعها المحدودة، وصار وجود المنظمات يرتبط بمصالح مسؤولين في الامم المتحدة ،إلى جانب الفساد التي يتوسع في دوائر عمل الامم المتحدة ومبعوثيها إلى اليمن، حيث تذهب المساعدات في أنشطة غير مهمة لمصالح اليمنيين، بينما تتحدد مليارات الدولارات لدعم جماعة الحوثي .
دعم الفوضى والمليشيات
يصف وجدي مصلح أحمد سياسي وناشط يمني، أن تطور الازمة اليمنية منذ البداية لتصل إلى حرب واسعة ، كان نتيجة الدور السيئ للامم المتحدة ،حيث لم تكن له قرارات أممية منطقية في تحديد أسس المشكلة في اليمن ،بقدر ما تلاعبت وتدخلات اجراءات الامم، وكان مبعوثيها هم من كانوا متساهلين مع الوضع الذي شكلته الامم المتحدة في ابقاء الفوضى والتفكيك ، دون أن يكون هناك رؤية واستراتيجية أممية لانهاء الحرب أو القضاء عليها قبل أن تبدأ وتضمن معاقبة حقيقية لمن كانوا سبب في توسعها والمستفيدين من بقائها
وقال وجدي " الامم المتحدة صارت جزء من المشكلة في اليمن ،وهي بناءً على دورها وعملياتها فهي بحاجة إلى البزنس، وهذا لن يأتي من دون حرب ، و تمثل الحرب جزءً من واقع استنزاف الطاقات والامكانيات ،وتفكك المجتمع اليمني .
وأضاف أن واقع التمويلات والرغبات الدولية والاقليمية، لايجاد الحلول في مناطق حساسة، جعل الامم المتحدة تنظر لمصلحتها ،أكثر من المبادئ والقيم التي رفعتها بعد الحرب العالمية الثانية، في المقابل صارت الأمم المتحدة تتحرك لتأجيج النزاعات أكثر، بحيث صار تدخلها الضعيف يمكنها من الحصول على أموال هائلة تذهب ليس في صالح المجتمعات التي تعاني الحروب"
يعتبر العديد من السياسين والخبراء اليمنيين أن الامم المتحدة تلعب دورا خطير في العديد من البلدان العربية ،فهي تتجه وفق مخطط خفي لتغيب طرق الحلول، وايجاد الوسائل لزيادة بقاء الوضع معقد، اضافة إلى للاحتفاظ وحماية للاطراف المتصارعة ،وخلخلة العديد من الخيارات التي يمكن أن تشكل الاساس في الحلول.
ولعب مبعوثي الامم المتحدة دورا سلبي بل كانوا السبب في اسقاط الدولة اليمنية وتفكك المجتمع، إلى جانب أن الامم المتحدة مازالت تقوم بدعم جماعة الحوثي المصنفة ارهابيا ، سواء في الجانب السياسي أو الجانب الاقتصادي، حيث حاول المبعوثين الامميين ابقاء جماعة الحوثي في نطاق السيطرة وتعزيز قوتها ، ولم ينظروا إلى جرائمها والسياسات التي تقوم بها في مناطق سيطرتها .
محاولة انقاذ الحوثيين من التصنيف الأمريكي
أدى التصنيف الامريكي بوضع جماعة الحوثيين كمنظمة ارهابية، إلى زيادة استنزاف جماعات الحوثي ،التي أتجهت لاستثمار وجودها سياسيا واقتصاديا في السنوات السابقة ، حيث أدت الحرب إلى تمكن الحوثيين من تعزيز وجودهم ، وهناك شركات خاصة بقيادة مشرفين وقيادات حوثية، سواء في داخل اليمن وخارجها.
كما أن الحوثيين زادوا من نهب المساعدات الخاصة باليمنيين، وفق مصالح سياسية وعسكرية وتنمية قدراتهم، فالكثير من التقارير الدولية تكشف فساد جماعة الحوثي في أكثر من جانب، واتجاهها لتعزيز قدراتها السياسية والاقتصادية ضمن واقع من الفساد وتعطيل المؤسسات ،فيما تسببت السياسة التي يقوم بها الحوثي في قطع المرتبات وزيادة الاتاوات والجبايات على اليمنيين .
خالد محمد عبد الله خبير اقتصادي، يرى أن التحركات الاممية التي يقوم بها هانس غروندبرغ في الفترة الاخيرة ،تهدف إلى انقاذ الحوثيين من التصنيف الامريكي ،ومحاولة تخفيف واقع العقوبات والتصنيف الامريكي في النطاق المالي والاقتصادي .
وقال خالد محمد " يعمل هانس غرونبرغ على ابقاء الوضع بالشكل والنموذج الذي يبقي اليمن ،دون اي حرب ودون سلام حقيقي وفعال ،فهو يقود نشاط استثماري؛ اجتماعات وحوارات ،ونقاشات منذ اعوام ،لكن جهوده وعملية استنزاف المساعدات في العديد من الاجراءات التي صار يقوم بها، و التي تهدف إلى خلق المزيد من الفوضى والانقسام وليس حلول فعلية "
وأضاف أن الدور الاممي هو جزء من المشكلة اليمنية ،ولن يكون هناك حل حقيقي إلا بالتحرير الواقع اليمني السياسي والاقتصادي ، من دور الامم المتحدة ومبعوثيها ،فخلال الفترات السابقة حاولت الحكومة المعترف بها توحيد المؤسسات المالية والاقتصادية والبنوك، لكن المبعوث الدولي ظل إلى جانب جماعة الحوثي، وضغط لافشال اجراءات الحكومة وهذا ما أبقى الانهيار الاقتصادي وتسبب ذلك بتدمير حياة اليمنيين.