الأطفال أكثر ضحايا مشروع الحوثيين أعاقوهم من الالتحاق بالتعليم وتحولوا لقتلى معارك الجماعة
التقارير
اسامة عبد المجيد|+ اليمني الجديد
تمارس جماعة الحوثيين تعبئة واسعة لتجنيد الأطفال سواء في داخل المدارس، إلى جانب تحويلها للمساجد للحشد والتأثير لما يلبي مشاريعها، وتفرض الجماعة سياسات متعددة لزيادة عدد من يلتحقون بها من الأطفال، وذلك في محاولة لملئ الفراغ والإستعداد لاي حرب قد تندلع، مع الحكومة المعترف بها دولياً.
وفي السنوات الماضية عزز الحوثيين من محاولاتهم لبناء سياسة تعبئة تجنيد الأطفال وبشكل واسع النطاق ، إلى جانب الدور الذي يقومون به للضغط على القبائل وعقال الحارات ،مقابل مكاسب مادية ووظيفية تمنح لمن يسهل الالتحاق ،في معسكرات ومراكز تدريب في العديد من المحافظات .
وتكشف مصادر" لليمني الجديد "أن الحوثيين جندوا منذ بداية 2024 مايقارب من 50 ألف طفل، وذلك بعد وضعهم لإستراتيجية اختراق هذه الفئة والتأثير عليها، وجعلها ضمن صفوف جنود جماعة الحوثيين ،وذلك لقابلية هذا الفئة في الخضوع والتأثير للأفكار الطائفية والعقائدية، التي تقوم بها الجماعة .
تلويث المناهج
عمل الحوثيون بشكل متسارع لإحداث تغيرات واسعة في داخل المناهج الدارسية ،بما يجعل الاطفال غير قادرين على معرفة الحقائق أو الوصول اليها، فكل المناهج الدراسية من كتب الاسلامية إلى القراءن والعربي والتأريخ ؛كلها زرع فيها الحوثيين تصورات وافكار وقيم ترتبط بسلوك الجماعة ومشروعها ، حتى وصل الأمر أن المناهج اخذت تزييف الاحداث والمتغيرات لتجعلها خاضعة لمعايير الجماعة .

لم يقتصر دور الحوثيين في مجال واحد ،بل أن الدور الذي يقوم به الحوثيين يرتبط بسياسات واستراتيجيات عميقة وخطيرة، تتركز على محو الواقع التأريخي والوطني وربطه بمشروع الحوثيين ،وكذلك ادخال الحوثيين شخصياتها واحداث ارتبطت بإنقلابها وقتلها لليمنيين، على أنها احداث مفصلية وتأريخية .
اسقاط الحوثيين من المناهج رموز الثورة اليمنية 26 سبتمبر وضم شخصيات من قياداتها ومن مؤسسين هذه الجماعة، كشخصيات وطنية ودينية وتمجيد الولاية ووضعها كعقيدة ثابتة ضمن ثوايت الانتماء العقائدية، وتحويل الايمان بالحوثيين وقياداتهم على أنه أساس الايمان والارتباط المقدس، وهذا كله جعل الاطفال يخضعون لسياسة طمس افكارهم وتلويثها بمثل هذا التزييف من قبل مليشيات الحوثي.
خالد سيف الحدي خبير يمني في مجال الطفولة، يؤكد أن الكارثة الحاصلة هو مدى تشكيل الحوثيين لتصورات مزيفة، تقوم ضمن مخطط أعمق وذلك لجعل طريقة التحاق الاطفال في صفوفها على أنه ييقى من أهم انجازاتها ومساعيها، فالحوثيين ينظرون للاطفال على أنه أساس وجودهم ومعاركهم، وهذا سببتلقيحهم بالافكار الخبيثة، ليكونوا جزء من استراتيحية حوثية لزيادة الملتحقين بصفوفهم.
الاطفال ضحايا مشروع الخرافة .
نجح الحوثيون في بناء مشروع قمعي بشكل مادي ومعنوي، بل أن الحوثيون تعاطوا مع تجنيد الاطفال كأحد أهم السياسات التي تضمن لهم ابقاء قوتهم قابلة للتوسع حتى مع الخسائر المتزايدة في صفوف مع المعارك وزيادة عدد القتلى .
وحسب مصدر افاد" لمواقع اليمني الجديد: فإن عدد قتلى الاطفال في صفوف الحوثيين، وصل لما يقارب 16 ألف طفل وكانت أكثر المحافظات التي جند فيها الأطفال وقتلوا في معارك الحوثيين مع قوات الحكومة المعترف بها دولياً منذ 2015 هي محافظة صعدة وصنعاء وذمار وعمران .

ويصف ابراهيم ناجي ردمان خبير اجتماعي ونفسي، أن جماعة الحوثيين وسعت من تجنيد الاطفال بشكل كبير خلال السنوات السابقة ،وهذا له أسبابه وانعكاساته ،فالحوثيين ينظرون للاطفال على أنهم المادة الخام لوجودهم، وذلك لضعف هذه الفئة وقدرة التأثير عليها، كما أن الافكار السيئة التي يريد الحوثيين تعميقها وتجسيدها تترسخ في عقلية الاطفال التي لا تفهم ولا تجيد المعرفة والوعي والتقييم .
وقال ابراهيم " عمل الحوثيين على تعطيل واقع التعليم قي مناطق سيطرتهم، كما فرضوا تكاليف باهضة على كل يمني يريد تعليم اطفاله ،ولذا على اباء الاطفال في العديد من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين أن يدفعوا آلاف الريالات، عندما يريدون تعليم اطفالهم وهذا تسبب بضعف اقبال الكثير من الاطفال على التعليم ،واقبالهم على التجنيد في صفوف الحوثيين، وما يجري هو مخطط اعده الحوثيين بإحكام، لقطع كل الطرق التي تعمل على تسهيل تعليم الاطفال وتنمية قدراتهم.