اللواء 22 ميكا يسطو على مخطوطة أثرية يهودية في محافظة تعز وتخوف من تهريبها وبيعها في مزادات الخارج
التقاريرعبد الرب الفتاحي || اليمني الجديد
استولت قيادة اللواء 22 ميكا في تعز على مخطوطة أثرية ذات رمزية يهودية، بعد أن داهمت أحد كتائبه منزل مواطن في الساعة السادسة صباحا من يوم الخميس العاشر من أكتوبر الماضي ، ضابط أمن الكتيبة الخامسة التي تتبع للواء هو من قام بالمهمة .
وكيل النيابة الإبتدائية العسكرية في تعز والحديدة ،رفع بمذكرة إلى قائد اللواء 22 ميكا في 21 من هذا الشهر نوفمبر ، تضمنت المذكرة قيام المواطن معاذ صادق ناجي برفع شكوى ،بقيام قائد الكتيبة الخامسة محمد الصنديد وضابط أمن الكتيبة الخامسة مقداد ،بإقتحام منزله بقوة السلاح وأطقم عسكرية ، وأخذ كتاب أثري من منزله بالقوة .
وطالبت النيابة العسكرية من قيادة اللواء. موفاتها بصحة الشكوى، وأرسال قائد الكتيبة إلى النيابة لسماع اقوله .
واقع السيطرة على المخطوطة يمثل مؤشر على طبيعة الوضع الفوضوي في محافظة تعز، والتي تسيطر فيها العديد من الالوية والكتائب العسكرية، والتي تتحرك بشكل غير قانوني في ممارسة تجاوزات وانتهاكات في أكثر من جانب.
فقيام كتيبة من اللواء 22 ميكا بشكل منفرد بالتعدي على منزل مواطن ونهب المخطوطة ،كان الغرض منه السيطرة على هذه المخطوطة الاثرية وتهريبها، كما أن هذا النشاط الفوضوي في محافظة يسيطر عليها واقع الرغبات الشخصية والعسكرية، يجعل محافظة تعز في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في ظل غياب الضوابط، للتحكم والسيطرة على نزعة المسلحين الذين يتبعون ألوية محور تعز المتعددة
كتاب أثري
في الشكوى التي قدمها معاذ صادق ناجي إلى مدير عام الآثار في محافظة تعز ،وضح فيها خلفيات الاقتحام والاستيلاء على مخطوطة أثرية بالقوة ،ومن قبل مسلحين بعد اقتحام منزله .
وكشف معاذ أن اقتحام منزله الكائن في حي العسكري، تم من خلال مسلحين وأطقم عسكرية بقيادة ضابط أمن الكتيبة الخامسة في اللواء 22 ميكا ،واستولى المسلحين على كتاب أثري يهودي قديم مكون من 17 اخذت من منزله .
وذكر معاذ صادق ان الشخصان اللذان كان بحوزتهم الكتاب هما أحمد حاميم البريهي وفارس طه علي عباد البريهي ،حيث قامت الكتيبة التابعة للواء 22 بإعتقالهم من منزله ،وتعرض هو للسجن وحدث اشهار السلاح عليه وترويع أسرته وأطفاله
بعدها قام المسلحون بتفتيش المنزل ، وتم ونقلهم إلى مبنى المحافظة القديم مقر قد الكتيبة ،وأخذ المسلحون الذين يتبعون اللواء 22 ميكا المخطوطة.
ومنذ أن سيطرت المسلحون على المخطوطة وصدور مذكرات عدة، رفعت في هذا الجانب إلى العديد من الجهات المختصة، إلا أن قيادة اللواء ومن قام بنهب المخطوط من مسلحين اللواء 22 ميكا وقيادات عسكرية أخرى ،لم تتجه إلى تسليم المخطوطة أو الإعتراف بوجودها .
ويظهر أن هناك نوع من التجاهل أو التحرك لإعادتها ،وهذا يثير التخوف من تهريبها واستغلال القيادات العسكرية في تعز للوضع المتفلت ، لتحويل المخطوطة لغنيمة خاصة ، وذلك في ظل التهريب والتدمير المنظم للآثار اليمنية والمخطوطات.
وتكمن أهمية المخطوطة من خلال السعي الإسرائيلي للحصول على العديد من الآثار اليمنية، وبروز الأهتمام الاسرائيلي في هذا الجانب في تسهيل وصول وتنظيم وتهريب العديد من الآثار، والمخطوطات اليمنية المرتبطة بالمعتقدات اليهودية ،وقيام معارض ومزادت في اسرائيل من الحصول على العديد من الآثار اليمنية
صمت السلطة المحلية والمحور العسكري في تعز
مدير عام فرع الهيئة العامة للإثار والمتاحف في محافظة تعز ، وفي مذكرة له إلى محافظ محافظة تعز ،وضح له أهمية المخطوطة الآثرية المكتوبة بالخط العبري، والتي تم الاستيلاء عليها أثناء مداهمة أحد المنازل، والقبض على بعض الأشخاص المشتبه بهم.
وتناولت المذكرة أهمية المخطوطة ، والتي يجب الأحتفاظ بها في المتحف ،وعرضها للناس كونها تعبر عن أرث ثقافي وحقبة زمنية مرت في تأريخ اليمن .
وطالب فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف في محافظة تعز، بتوجية اللواء 22 ميكا كون الهيئة جهة اختصاص، وبما يضمن حفظ المخطوطة وسلامتها .
وتعد عملية الاقتحام التي قام بها اللواء 22 ميكا ،وفق العديد من المختصين القانونيين تجاوز، كون اللواء أو مسلحيه ليس له الحق في أي نشاط في هذا الجانب.
ويرى المختصين والخبراء أن قيادات اللواء ليست مخولة لهذه المهام والإختصاصات، وليس هناك قرار من النيابة والهيئة العامة للآثار للقيام بالاستيلاء على هذه المخطوطة وكلفت به اللواء للقيام بذلك ،لإن دور الأجهزة العسكرية تختلف عن وظائف ومهام الأجهزة الأمنية والقضائية.
ويشك العديد من المهتمين بنوايا ونشاط اللواء 22 ميكا ،ويعتبرون أن هناك محاولة للسطو على المخطوطة وتهريبها ،في ظل تعنت قيادة اللواء في تسليم المخطوطة ،لفرع الهيئة العامة للآثار في محافظة تعز .