التكتل الوطني للأحزاب خضوع للخيارات الخارجية والإقليمية وتراجع عن الالتزام بواقع العمل السياسي الوطني

التقارير
اليمني الجديد - خاص

رامي محمد خالد / اليمني الجديد

ينظر الكثير من اليمنيين، إلى التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية الذي أعلن عنه حديثاً في عدن ، على أنه يعيد صياغة الوجود السياسي بناء على واقع التدخلات الخارجية وزيادة واقع الفساد والفوضى
فالاعلان عن هذا التكتل جاء وفق ضغوطات خارجية، وهذا  لا يعني وجود تطور واضح في العمل السياسي، لكنه في الوقت نفسه لن يضيف للواقع اليمني السياسي والاقتصادي غير اعادة نفس الشخصيات ،التي لها ميول خارجية، وتمول وفق الخريطة السياسية القديمة وبنفس المشاريع .

كما أن هناك من  الخبراء السياسيين من يفسر مثل هذا التحالف، أنه لن يخرج عن نطاق التأثير الخارجي والالويات المحددة للواقع اليمني، والمتسبب في كل كوارثه والذي تشكلت منذ 12عام ، وكل هذه السنوات من الصراع والإنهيار الإقتصادي والتدخل في اعاقة الحلول الداخلية والإقتصادية والسياسية، دون أن تتجه الأحزاب التي أعلنت عن هذا التكتل الأتجاه  لفرض واقع حقيقي يمثل القرار اليمني والسيادة والإستقلال .

ويذهب العديد من السياسيين اليمنيين المستقلين إلى الإعتراف، أن خلق وتفقيس التكتلات والسلطات وعوامل النفوذ ، وجعلها خاضعة للخيارات الخارجية والإقليمية، هو اخلال في الالتزام بواقع العمل السياسي الوطني.

فالاحزاب والشخصيات التي شاركت في صياغة واقع اخراج التكتل الجديد منفصلة عن تجديد وضعها السياسي والقانوني والإخلاقي ، كما أنها تتعامل مع الظروف الاقتصادية والسياسية بحالة منفصلة وغير واقعية، وهي كانت جزء من كارثة تدمير الدولة والمؤسسات وتهشيم المعايير المحددة  لللقرارات والوظائف والسياسات

وكل ما يهم الاحزاب اليمنية والشخصيات السياسية المقيمة في دول أخرى طوال هذا العقد من الصراع  ،هو تمثيل مصالحها وفرض وجودها بشكل غير شرعي أو قانوني ، وذلك لتمثيل الوضع السيئ الحالي، والذي لم يتغير منذ أن ذهبت هذه الاحزاب والقوى والشخصيات، التي مازالت تلعب لعبتها دون نهاية لتكون حاضرة في تجسيد مصالح وأجندة الخارج ،وايجاد واقع من الفساد المرتبطة بإستمرار هذه الشخصيات في العمل السياسي ،ولديها مناصب كبيرة وليست رغبة في ابعاد نفسها عن المتغيرات الداخلية والخارجية التي تهدد الواقع اليمني وتتسبب في التأثير على الوضع السياسي والإقتصادي.

تدوير الشخصيات والأحزاب الفاشلة

نبيل حميد عبد الله سياسي يمني، يعتبر تشكيل هذا التكتل على أنه أحد الفضائح في مسيرة العمل السياسي والمؤسسي في اليمن ،والأمر يرتبط بمبادئ تشكيل هذا الاحزاب والشخصيات النرجسية والتي لها ماضي من الفساد والعبث .

وأكد نبيل حميد أن هناك اعادة تدوير الشخصيات السياسية بحالة من الخداع والتموية ،دون أن تكون هناك رؤية من الداخل ،وتعبر عن اليمنيين وبذلك تظل الأزمة السياسية والإقتصادية اليمنية، خاضعة للمعايير الفوضوية التي تتشكل وفق حسابات اطراف اقليمية ودولية ،لم تستوعب الواقع اليمني والظروف التي يعيشها اليمنيين، بل هي جزء من كل التعقيدات والأزمات يأتي لاعادة استنساخ هذه الاحزاب والشخصيات بشكل هزلي.

نبيل حميد عبد الله وصف التكتل الوطني على أنه يحمل الاطار والسياسات السابقة ،و التي تشكلت عليها السلطة في المناطق التي لا تخضع للحوثي، بدأ من سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ثم ايجاد سلطة أخرى متمثلة بالمجلس الرئاسي ووفق مقياس الخارج ،وبنفس الضعف وخضوع القرار اليمني للوصاية والتأثير الاقليمي والدولي.

وقال نبيل حميد " هناك تبعية غير طبيعية لاضعاف المشروع الوطني اليمني ، وهذا أوجد احزاب مفككة وغير وطنية وماضيها انتقامي ،وليس لديها شكل حقيقي من المبادئ والوضوح والمعايير ،وهي أحزاب شكلت فساد واسع داخل مؤسسات الدولة، ووظفت كل امكانيات الدولة بناء على حسابات سياسية ضيقة وليس وفق مشروع وطني "

سلب القرار والحلول .

أمين شوقي البارحي سياسي يمني ،قلل من أهمية تشكيل التكتل الوطني ،وأعتبره مجرد تكتل ليس له مشروعية سياسية ووطنية ،وأن فرض واخراج هذا التكتل لن يضيف أي جديد على الواقع ،غير أنه تحديث لواقع الأحزاب والشخصيات السياسية، التي كانت جزء من الفساد واللعبة الإقليمية والدولية .

وأعتبر أمين هذا التكتل على أنه فقط شكل فراغي ، وتم اعادة تدوير الأحزاب والشخصيات السياسية لعمل وظيفي جديد، ولن يؤدي لخدمة اليمنيين بل لزيادة التدخلات الخارجية والأزمات الإقتصادية والمالية ، التي ترسم الخريطة السياسية والعسكرية والإقتصادية المنهار والمفكك.

وقال أمين " هناك دوامة من اضاعة الوقت في صناعة واقع مغاير لا حقيقة له في اليمن ، هذا يعني أن كل سلطة وكل تكتل وكل عمل غير مرتبط باليمنيين ،هو في النهاية دليل أن العمل السياسي والحلول لن تكون واقعية، وليس هناك مؤشر على توجه اقليمي ودولي ،على عدم اللعب بنفس الأدوات وبنفس المشاريع  الفاشلة .

وأضاف أن وضع الشخصيات القديمة والأحزاب البالية في تشكيل التكتلات الجديدة، واحداث فرز سياسي عقيم هو في نفس الوقت ،تعميق الوضع والأزمات  لما هو أسوأ ،وهناك كارثة مع الالتزام بنفس سياسة تشكيلات الأحزاب ،التي شرعنت وجود الحوثيين والحرب، والتدخل الاقليمي والدولي ،وكانت سببا في الأزمات الاقتصادية والمعيشية وانهيار العملة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى