عام يماني مجيد وكل عام واليمن بخير.
حلّ علينا يوم الإثنين العام اليماني 2141، وهو من أقدم التقاويم في تاريخ البشرية.
وواحد من أبرز رموز الهوية الحضارية اليمنية.
وكالعادة، كلما حاول اليمنيون الاعتزاز بتاريخهم وتراثهم،
تقافز الكهنوتيون محاولين طمسه أو التقليل منه.
وكرتهم الأشهر والمعتادة في هذا الباب هو خلق صدام وهمي بين اليمنيين ودينهم،
مثلا عبر الإيهام بأن التقويم اليماني يتعارض مع التقويم الهجري.
لكن لنتأمل الحقائق بهدوء:
التقويم الهجري نفسه لم يضعه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، بل أقرّه عمر بن الخطاب رضي الله عنه كأداة تنظيم إداري وليس جزء من العقيدة.
كما أن التقويم الهجري لا يُستخدم اليوم رسميًا في اليمن وغيرها من الدول الإسلامية،
حيث تعتمد كل بلدان العالم على التقويم الميلادي المسيحي، دون أن يعترض هؤلاء الكهنوتيون!
كما أننا لم ندعو اليمن الا اعتماده بديل عن التقويم القائم اليوم (الميلادي)
فلماذا إذن هذه الحساسية المفرطة تجاه التفاخر بالتقويم اليمني، وهو مدعاة فخر واعتزاز، يدل على وجود حضارة ضاربة في القدم،
تسبق الميلادي والهجري على حدّ سواء؟
وأود أن أُلفت النظر اليوم إلى إخواننا في مصر،
على سبيل المثال: نراهم جميعًا يتفاخرون بتاريخهم، دون أن يلتفتوا لفكرة من أي سلالة ينحدر أحدهم، أو من أي مكان يُظن أن جدّه قدم إلى مصر، طالما أنه مصري ويحمل الجنسية المصرية، فهو يعتبر تاريخ مصر كله مجده.
تناطح رؤوسهم الغيوم فخرًا واعتزازًا بأهراماتهم وملوكهم وتاريخهم، ولا يُنظر لذلك كتناقض مع عقيدتهم ولا وطنيّتهم،
ولا يُميّزون أنفسهم بخرافات سلالية بغيضة.
ويبقى السؤال الأهم:
لماذا يُمنع اليمني من الفخر بتاريخ بلده ومجده؟
ولماذا يصرّ هؤلاء على بتر اليمني من كل ما تعتزّ به أي أمة؟
الاحتفاء بالعام اليماني ليس خروجًا عن الدين، بل هو انتماء لهوية ضاربة في عمق الحضارة، وتأكيد على أننا أمة لها تاريخ ومجد، ولسنا طارئين على هذه الأرض.
كل عام واليمن بخير…
وكل عام والوعي أقوى.