ماذا بعد الإطاحة بجماعة الحوثي ؟وماذا عن البديل؟.
في كل تغيير أو مشروع تغيير يبرز سؤال الممنوعات، ماذا بعد الإطاحة وماذا عن البديل؟.
من دون شك إن لا عملية برية ولا تغيير للتوازنات في اليمن ، ولا شروع في تنفيذ مخطط عسكري لإقتلاع الحوثي ، مالم تكن هناك مصفوفة تفاهمات مسبقة ، تجيب عن سؤال حجر الزاوية : طبيعة النظام السياسي البديل ، تقريب وجهات النظر ، صياغة تصورات مجمع عليها، لمرحلة تؤسس لنظام لايسقط في لجة الفوضى ، ويرمي بظلاله على دول الجوار حيث كبريات المصالح الدولية.
صحيح إن قرارات اللاعب المحلي منقوصة السيادة ، ومع ذلك وصول القوات الجنوبية إلى مرحلة القيام بمهمات القوة الطليعية بمعية الحراس في التغيير القادم على مستوى كل اليمن ، تزيح الستار عن حقيقة أن الوصول إلى هذه النقطة المتقدمة ،لابد وأن تكون نتاجاً لتسوية ملعب السياسة، وتقديم التطمينات والإجابة على موضوع هو بالنسبة للحامل السياسي لهذه القوات -الإنتقالي -، بمثابة عقدة المنشار ، فمن دون تظهير صورة وشكل الحقوق المعطى للجنوب ، تصبح شراكة هذه القوات محل شك إن لم يكن إستحالة.
مانريد أن نذهب إليه ، التوكيد على أن شوطاً كبيراً قد قُطع بضغط الخارج ، لردم الفجوات وتقريب وجهات النظر وتكثير نقاط تقاطع فرقاء السياسة ، وإن القضايا محل الإحتقان وربما الصراع ،قد جرت تسويتها بعيداً عن القوة والغلبة ،وإعادة إنتاج ذات قوى ماقبل إنقلاب الحوثي ومابعده ، التي تتعاطى بعقلية الفيد وغنائم الحرب، والإستئثار بالسلطة والثروة.
نحن أمام مشهدية جديدة ليس بحسم الصراع لغير صالح الحوثي وحسب ،وهي مسألة مفروغ منها ، بل بخطاب تشاركي أقل عدائية ،ذات طابع حواري ، يفكك التناقضات يقرب وجهات النظر ويصيغ مشروع الدولة القادمة، وطابعها الذي قطعاً لن يكون أحادياً إستبدادياً، بل ضامناً لحقوق الشركاء في النصر القادم ، يجفف تربة الصدام ويغلق أبواب الصراع إلى غير رجعة ويضمن الحقوق.
حرب برية قادمة مسبوقة بتفاهمات سياسية، حول ملء الفراغ، وجبهات موحدة الأداء وبندقية واحدة، هذا هو شكل القادم.