قضية الدجاجة الذهبية: كيف باع الناشطون انتصار الحمادي في سوق النخاسة الحقوقي

Author Icon فتحي أبو النصر

أبريل 15, 2025

في إحدى احياء إثيوبيا، يعيش رجل كفيف لا يعلم أن ابنته صارت "قضية دولية"، وأن عشرات البيانات الكاذبة تُكتب باسمه، وأنها تحولت إلى فرخة تبيض ذهبا لجماعات من الناشطين الحقوقيين الذين قرروا أن يجعلوا من مأساتها مائدةً مفتوحة للطموحات الشخصية والتمويلات الدولية.

نعم، والد انتصار أعمى، ليس مجازا بل فعليا، لا يرى، ولا يعلم أن ابنته تحولت إلى مشروع تجاري مربح.
الرجل الذي فقد بصره هناك، يرى ببصيرته - لو أخبروه الحقيقة - أن من يتحدثون باسمها اليوم ليسوا منقذين، بل سماسرة مأساة.!

بل منذ لحظة اعتقال انتصار الحمادي، انطلقت الحفلة. فجأة، اكتشف كل ناشط على فيسبوك أنه "المدافع الأول عن حرية النساء"، وكل حقوقي في الشتات أصبح "الخبير الأوحد في شؤون التمييز العنصري"، وبدأت حملة "المنشورات الدائمة"، و"البيانات اليومية"، و"المشاجرات الموسمية" بين المدافعين المتنافسين على صدارة المشهد.

على إن انتصار لم تكن مجرد فتاة خلف القضبان، بل "برميل نفط إعلامي"، و"ثروة نضالية متنقلة"، و"صك شرعية نضالية" يُلوّح به كل طامح وطامعة إلى مقعد في محفل دولي أو منحة تدريبية في جنيف.!
طبعا خرجت صديقات انتصار الأخريات من السجن بسهولة، بتوكيل محام وجلسة أو جلستين، لكن انتصار؟ لا، لا يمكن! فهي الآن "قضيتنا"، كما قال أحدهم، وكأنها كيس بطاطا وضعوا عليه ختم النضال فصار ملكية خاصة.

أما أمها، فصارت تستجديهم: "اتركونا، كفى، لا تضروا بنتي أكثر." ولكن لا حياة لمن تنادي.
فالنشطاء الذين اعتادوا أن "يطلبوا الله" من كل نكبة، لن يسمحوا بخروج الدجاجة من القفص. هم لا يريدون الحرية لها، بل البقاء في الأسر، لأن خروجها يعني نهاية "الموسم". وهذا موسمهم الذهبي.

ثم يأتيك أحدهم ليقول: "نحن نناصرها لأنها فنانة!" والآخر: "لأنها امرأة!" وثالث: "لأنها من الأقليات!" وهم جميعاً يبتلعون صوت الحقيقة: لأنها صفقة رابحة.

المأساة لا تكمن فقط في استغلال قضية فتاة تم تلفيق تهم عليها لأنها مختلفة، بل في تحويلها إلى سلعة، وفي تحويل معاناتها إلى رافعة تمويل.
نعم ،نشطاء لا يهتمون بانتصار بقدر اهتمامهم بتغذية صفحاتهم ومواقعهم وصفقاتهم السياسية. بل لا فرق كبير بين من سجنها لأنها "مختلفة" وبين من تاجر بها لأنها "مختلفة".

والنتيجة؟ هي في السجن، وهم في الفنادق. هي خلف القضبان، وهم أمام الكاميرات. هي تبكي، وهم يبتسمون للمنح.

والشاهد إن لا شيء أكثر قسوة من أن يتحول كفاح الإنسان إلى مشهد استعراضي، ومن أن تباع المآسي بالتقسيط في أسواق المنظمات.
على إننا في زمن باتت فيه الإنسانية سلعة، والسجون مصدر رزق، والبيانات بديلا عن الضمير.

صدقوني هكذا تجري الأمور حين يتعامل النشطاء مع القضايا كمنجم، لا كألم. وحين يصير القهر حيا بفضل الدعاية، لا رغمها.
لكن لعل والدها الأعمى، في أقصى احياء اثيوبيا، أكثر بصرا من الجميع. فهو لم يرى العالم، لكنه لم يبع ابنته.

أما البقية؟ فهم يرون كل شيء... إلا الحقيقة.!!!
واليوم تصلنا معلومات موثوقة بان إنتصار الحمادي على وشك الموت بعد القهر التعذيبي الذي تعرضت له لا لشيء سوى أنها من تعز وكمايقولون مولدة. . وهات يا قهر وانتهاك
عارضة الأزياء المكلومة الوحيدة في سجون النازية بصنعاء
وحييييدة.. ومستضعفة
ولايتضامن المجتمع لأنها إمرأة
وفي ظل الخوف من الميليشيات
لاتتركونها وحيدة تحت قسوة هؤلاء الأسفل من السفلة
لذلك أقول كلنا إنتصار الحمادي
والله يفرج عن كرب إنتصار الحمادي
هموم كالجبال تحملتها كضحية مؤامرة قذرة
يكفي ماحدث من انتهاك فادح بحق الضمير والإنسانية
يكفي تلفيقات
هناك عار وعرض
لانقبل المساس به
قضية إنتصار الحمادي دليل التوحش الانحطاطي لحكم الكهنوت
ولأن فيها عرق حبشي زاد التنمر ضدها
والاستضعاف الممنهج..

زر الذهاب إلى الأعلى