صباح الإرادة يا فخامة الرئيس!

Author Icon فتحي أبو النصر

مارس 22, 2025

يبدو أن فخامة الرئيس بات يفكر فيما يفكر فيه فتحي أبو النصر، وهذه نقلة نوعية، لكنها للأسف لا تُصرف في سوق الأفعال، بل تبقى مجرد هاجس عابر في أروقة القصر.
أما نحن،" الأقلية الهائلة"، فنفكر كل يوم فيما يفعله فخامة الرئيس، وما لا يفعله، وما يؤجله، وما يتجنبه، وما يقنعه به أولئك الذين يحسنون تلميع الأكاذيب وتغليفها بشعارات الوطنية.

نعم، يا فخامة الرئيس، لقد أصبحت رئيسا. وهذا ليس خبرا عاجلا، بل واقعا يفترض أن يستوعبه دماغك الرئاسي بكل جوارحه. لقد منحك الناس التفويض لا لتكون وسيطا بين الفساد والشرعية، ولا لتكون مُحللا لحماقات الأحزاب، بل لتكون الرئيس الفعلي، بقرار صلب، لا دمية في أيدي صانعي الأوهام السياسية.
طبعا أنت الآن في موقع المسؤولية، لكن دعني أسألك بصراحة: هل تعتقد أن التاريخ سيغفر لك تأجيل الحسم العسكري؟ هل ستُكتب سيرتك في دفاتر القادة العظماء أم في ملحق "الفرص الضائعة"؟
ولقد انتظرنا منك أن توحد جيوش الشرعية، لكن يبدو أن "الجنرالات" أقنعوك بأن الانقسام ضرورة تكتيكية.
وفيما انتظرنا أن تضع حدا للفساد، فوجدنا أن الفاسدين تحولوا إلى مستشارين لك.!

نعم ،هل تصلك التقارير الحقيقية أم أنها تتبخر في طريقها إليك؟ هل لديك من يخبرك أن الناس لم يعودوا يرون فيك قائدا مخلصا بل مشروعا مؤجلا؟
في الحقيقة أنت لا تحتاج إلى مديح الانتهازيين، بل إلى مرآة تعكس لك الحقيقة بلا مساحيق.

واسمح لي أن أقول لك بوضوح: إذا كان مستشاروك يحجبون عنك الواقع، فها أنا أضعه أمامك دون زخرفة. أنت الرئيس، وهذا يعني أنك صاحب القرار، لا تابعٌ لتيارات متصارعة داخل القصر. لا تكن مجرد رمز، بل فاعلا. لا تكن مجرد متفرج، بل صانعا للأحداث. لا تكن رهينة "النسوية الخبيثة" أو الذكورية العسكرية المتسلطة، بل كن رئيسا بحجم اللحظة التاريخية.

لنخلص إلى أننا نحن، الأقلية الهائلة، لا نبحث عن معجزة، ولا نريد منك أن تصنع المستحيل، بل فقط أن تؤدي دورك كما يجب. نحن نُعول عليك، فلماذا تخذلنا؟ لماذا تبدو كما لو أنك تنتظر إذنا من أشباح الماضي لتبدأ بكتابة المستقبل؟

صباح الإرادة، يا فخامة الرئيس. صباح القرار، إن كنت تجرؤ على اتخاذه.

زر الذهاب إلى الأعلى