‏المجلس الإنتقالي .. وحضرموت

Author Icon هاني علي سالم البيض

مارس 14, 2025

في هذه الايام المباركة انصح المجلس الإنتقالي الجنوبي ان يترك حضرموت وشأنها ،فقد شبَّت عن الطَّوق وبلغت مبلغ الامم ،ولا أتصور ان تكون هناك حظوظ كبيرة للانتقالي مع الامة الحضرمية العريقة، بلاد الأحقاف مرقد النبي هود عليه السلام.

فالنموذج الذي قدمة الانتقالي لعدن والمناطق التي يسيطر عليها لايشجع ولم يغري اي محافظة إلى الان على التفكير بمستقبل مشترك معه، او الذهاب لتجربة مماثلة على خُـــطى الانتقاليون !

حضرموت اليوم ليست حضرموت الماضي، ولم تعد المحافظة الخامسة للتنظيم السياسي للجبهة القومية !

ولايمكن تدار أو توجه اليوم بعقلية وآلية المنظمات القاعدية الغابرة، أو بأدبيات الحزب الاشتراكي وبعض موروثاته العالقة.

حضرموت تعيش مخاض اجتماعي وسياسي شديد الخطورة، ولكنه مهم وضروري كنتيجة طبيعية لكل المتغيرات والتحديات ،والظروف المحيطة بها ،وقد انتبذت عن الجنوب مكانًا شرقيا.

لذلك.على المجلس الانتقالي اولاً وقبل كل شيء، وعند التفكير باي مناورة سياسية جديدة ،أو محاولة ملء فراغ سياسي في مناطق اخرى ،أن يواجه وبكل شجاعة الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي ،الذي أنتجه في عدن ولحج وابين ،خلال ثمان سنوات عجاف قبل ركوب سفينة حضرموت .

وللأمانة نقولها إذا كان الانتقالي قدم حينها نموذجاً جديداً متميزاً، خلال تجربته السياسية والاقتصادية الماضية، على صعيد الحياة الاجتماعية والمدنية والخدمية للمجتمع ،

وساهم بفعالية في تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، وخلق حالة استثنائية جديدة ،في تلك المناطق وتحديدا عدن !

أتصور كانت أتتت كل المناطق الأخرى الهامة إليه طوعاً ،بدلاً من أن يذهبوا إليها في محاولات يائسة اليوم، لتدارك ماتبقى من حاضنات شعبية ..وبالوقت الضائع ،ولكن للأسف كانت تجربة ناقصة أضاعت كثير من الطموحات الممكنة لأبناء الجنوب.

انحصرت اهم مكتسباتها في الجانب العسكري والأمني ،على حساب متطلبات المجتمع ، ومحاولة بناء الوحدات العسكرية والامنية التي شابها ايضا الكثير من الإنتقائية والانتماء المناطقي لهذه المؤسسات للأسف !

الأمر الذي جعل من هذه المكتسبات التي أنحصرت على مستوى العسكرة والتسليح فقط ،إشكالية بحدّ ذاتها في النسيج الاجتماعي والسياسي بالجنوب ،اخل بقواعد وأسس البناء الوطني الحقيقي والمتكافئ بين مختلف شرائح ومكونات المجتمع.

وهذا يؤسس لمستقبل غير مناسب للبلاد ، إذا ما استمرت دون تصحيح وتغيير وهيكلة لكافة القطاعات والهيئات والمؤسسات العسكرية والامنية، التي انشائها المجلس الإنتقالي الجنوبي خلال الفترة الماضية ،قبل أن تصبح عبئاً كبيرا عليه وعلى الجنوب .

مشكلة الانتقالي أنه حتى في أطار الشراكة التي ذهب اليها او فرضت عليه كما يقول ،أنه لم يستطع تقديم مشاركة ايجابية وفاعلة ،في أطار الوضع السياسي والاقتصادي، الذي ذهب إليه ليتشرعن وفق التوصيات السابقة

أو أنه تمكن من تقديم أمور وانجازات تحدث الفرق بينه وبين الآخرين في هذه العملية السياسية والاقتصادية، التي دخلها باسم شعب الجنوب وقضيته ،وحصص المكونات الاخرى.

بل أصبحت الحالة القائمة في اطار العملية السياسية والتشاركية، بين هذه القوى والأطراف غير مألوفة وغير واضحة المصير ،خلقت واقع سياسي واقتصادي معقد،
وبيئة عمل غير مستقرة وغير منتجة ،وتتجاذبها أطراف متعددة تحكمها أهواء ورغبات ومماحكات غير مسؤولة،
وتتحملها جميع الأطراف امام الله والشعب جنوباً وشمالاً

د

المصدر: منصة "X"
زر الذهاب إلى الأعلى