النرجسية الجماعية التي يعيشها المتطرفون .
لا يوجد شر يفوق الطائفية، بالنسبة للأوطان، ما يحدث في سوريا، يتماشى مع الشرق الأوسط الجديد، تطييف المنطقة هو ما راهنت عليه امريكا في المنطقة ، ويتماهى مع مصالح الكيان.
والآن تقدم نفسها كحامية للأقليات ،وهي منهجية قديمة مارسها الغزاة عبر التاريخ، لكن هذا لا يعني، بأن نبرر للطائفيين الذين منحوا الغزاة كل الذرائع لتقسيم بلدانهم.
الأدوات الطائفية بكل مسمياتها هي أدوات المستعمر في المنطقة، والأساس التي سيبنى عليها مشروع شرق أوسط جديد أو طائفي.
مشروع بدات ملامحه في العراق، بأدوات الميليشيا الشيعية، ويستمر تكريسه اليوم عبر ميليشيات سنية في سوريا، إثارة النزاعات والصراعات بهذا الطابع، يدفع الأطراف المضطهدة، إلى الارتماء نحو أي منقذ ولو كان العدو الأخطر.
اليوم الكيان يضع نفسه حاميا للدروز، وفي الغد ستجد القوى الكبرى فرصة للتدخل تحت ذريعة حماية الأقليات في الساحل،وسيعطون ذرائع للأكراد في شرق سوريا.
المضحك ان البعض قال بأن المشكلة في التسامح، أحد هؤلاء الطائفيين وبربطة عنق، وبطريقة تثبت قريحة "عبقرية" قال بأنه لم يكن مطمئنا لحالة الهدوء الخادع هناك، مباركا الانتهاكات المريعة التي حدثت في الساحل،ومازال البعض يعيد ذكرى واحدة من ابشع الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد، باستخدامه الاسلحة الكيميائية في النزاع السوري.
لكن هل يعني ذلك، أن نبرر لما قامت به الميليشيات الشيعية في العراق من جرائم طائفية،بسبب استخدام نظام صدام حسين أسلحة كيماوية في الحلبجة.
للأسف النقمة والكراهية أعمت الكثير، وستغوص المنطقة في سحابة الطائفية وجرائمها لزمن،واقع بذره خطاب الصحوة الإسلامية، وانتج متخفيين بربطات عنق، يباركون التطهير الطائفي تحت مسميات مختلفة.
لا خلاف ان مهمة أي سلطة قمع أي تمرد عسكري او ميليشاوي، لكن هذا لا يقوم بذبح مدنيين وممارسات طائفية، تعزز لدى أقلية أو جماعة بأنها عرضة لخطر الإبادة ،قمع هذا التمرد، يجب ان يؤسس لتطمين تلك الأقليات بأنها جزء من الشعب وتشترك في كافة الحقوق.
أظن ان النرجسية الجماعية التي تعيشها الجماعات المتطرفة، عندما تشعر بنصر او مكسب، تحول دون تفهمها تعقيد الواقع السياسي، فتفتح ابواب الجحيم على من يقعون في نير سطوتها، فنرى ميليشيات الحشد الشعبي تشترك مع هيئة تحرير الشام بتلك النرجسية المريعة وتجرعنا شيئا من نارها في اليمن.
نرجسية حالت دون تروي صاحب ربطة العنق، وإظهار الوجه الأكثر تطرفا وعنفا، وإن ظل يخفيه في الاعتدال،ولا شك أن كُثر في حمية النرجسية الجماعية، يخلعون قناع اعتدالهم، مظهرين الوجه المخيف.
والنرجسية الجماعية أشد خطورة وضررا من النرجسية الذاتية، فهذه تخص وتلك تعم.