ارحموا أنفسكم… ارحمونا!
عشر سنوات ولم نخرج من عنق الزجاجة، لأن الزجاجة – بإطالة أمد حرب الحوثي على الشعب اليمني – خلقت مشكلات وتباينات في صفوف الشرعية تراكمت مع الزمن.
وبسبب الأنانية والمماحكات، انتفخت الزجاجة وضاق عنقها، ثم ضاق أكثر فأصبح الخروج أكثر صعوبة، لكنه غير مستحيل، فقط يحتاج إلى ماهر!
ومع مرور السنين، أصبح الخروج من الزجاجة يتطلب مُلهِمًا يستغل اللحظات المتوفرة الآن. نحن بحاجة إلى استغلال لحظة إبداعية وخطط جهنمية مفاجئة، يقودها قائد محنك يتعامل مع الظروف بحكمة ولا يغدر بوطنه أو بأهله.
نحتاج إلى قرار رجل واحد، لا رجال متفرقين، لكل منهم أجندته وأولوياته، بل إلى قائد حاد الذكاء، خارق البصيرة، يمزج بين تناقضات الرجال من حوله ليخلق منها فرصًا للنجاة والخروج من عنق الزجاجة، التي وضعنا فيها جميعًا الحوثي الإرهابي المنقلب.
لم أجد عنوانًا لمقالي أفضل مما سمعته من أبي الشهداء، اللواء مفرح بحيبح. هذا القائد البطل، الصبور، الجسور، عبّر عن جوهر المشكلة بكلمات موجزة، وربما فكك لغز ضيق ذلك العنق بتنفيس الزجاجة المنفوخة، عبر إصلاح البيئة المحلية بالتوعية، والتوحد، والقتال ضد أي معتدٍ على الأهل والعِرض والأرض.
وهو ما ينبغي تحقيقه، ثم الانتقال نحو استعادة الجمهورية المنهوبة. فلا يمكن تحرير الوطن إلا بالإيمان القوي، والالتزام بأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر، والانطلاق نحو صنعاء.
فبدون صنعاء، تبقى الجمهورية والثورة في خطر دائم، خصوصًا بعدما اخترق الحوثي القبيلة، والسلطة الشرعية، والأحزاب، مما يجعل الجمهورية في مهب الريح.
دعوة قائد ميداني: الاتحاد طريق النصر!
قال البطل بحيبح:
"النصر قادم بإذن الله... ولذلك ندعو رئيس الجمهورية، وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، ورئيس الوزراء، ووزير الدفاع، ورئيس الأركان، إلى أن يتحدوا، وأن يكون لهم موقف واحد محدد، بعيدًا عن الحزبية، بعيدًا عن الأنانية، بعيدًا عن المناكفات. إذا وصلوا إلى هذه المرحلة، فالنصر قادم بإذن الله، ولا يستطيع الحوثي أن يصمد أمامنا سوى أسابيع، أسابيع فقط! نؤكد هذا... ندعوهم أن يرحموا أنفسهم ويرحمونا!"
هذه ليست مجرد كلمات، بل إنه اهتدى إلى المفتاح، ووجه حديثه إلى أصحاب القرار الفعليين، لا إلى المتسلقين. فدعا أسد الميدان المعنيين وحدد طريق النصر بوضوح:
"ان يتحد الرئيس، وأعضاء المجلس، ورئيس الوزراء، ووزير الدفاع، ورئيس الأركان بالقرار".
فهل ستتم تلبية دعوته؟
إنها رسالة صادقة من رجل دفع ثمن الدفاع عن الجمهورية بأربعة من أبنائه الشهداء! فلماذا لا يجتمع من سماهم اللواء بحيبح فورًا؟!
المرحلة خطيرة، واللقاء بينهم ضرورة، فبالاجتماع ستُتخذ قرارات حاسمة تجلب النصر الذي يراه قائد الميدان قريبًا جدًا… بأسابيع فقط!
اليمن بحاجة إلى رجال دولة، لا إلى متخاصمين غارقين في الحزبية والأنانية والمناكفات!
فالإمامة خطر سرطاني داهم، اخترقت المجتمع وضللته، وهي شر محض، تهدف فقط إلى القتل، وهدم البيوت، والانقضاض على أهداف ثورتي26 سبتمبر و14أكتوبر، اللتان يجب على كل وطني أن يدافع عنهما ويعضّ عليهما بالنواجذ، كما قال بحيبح، أيقونة التضحية والفداء!
دعوة ثانية: أين أنتم أيها القادة؟!
قال اللواء بحيبح:
"الحوثيون بلا مشروع، جاؤوا للهدم لا للبناء… هؤلاء شر على اليمن والأمة والإسلام."
ونحن نسأل: لماذا لا نسمع من باقي المسؤولين مثل هذا الكلام الذي يرفع المعنويات، ويطرد الإحباط، وتحل الثقة محله؟
فالكلام من المسؤولين في الإعلام الرسمي يخلق الثقة، ويقرب المسافات، ويؤثر في المتلقي، ويزيل الأوهام والتكهنات والاتهامات!
لماذا لا يخرجون للناس ليبرروا قراراتهم، ويشرحوا مواقفهم، ويتحملوا مسؤولياتهم، ويتفاعلوا مع أسئلة وتفاعلات الجمهور؟!
وهنا، أوجه دعوة ثانية إلى صُنّاع القرار: كونوا ضيوفًا على قنوات الدولة، خاطبوا شعبكم مباشرة، لا أن تتركوا الأمر للمحللين ليشرحوا تصريحاتكم المبهمة أوالملغمة، بينما أنتم غائبون أو متغيبون عن المشهد الإعلامي الرسمي!
في الختام…
أكرر نداء القائد البطل الشجاع بحيبح، وأخاطبكم بلسانه:
لا تضيعوا الوقت في الفروع وتنسوا الأصول… ارحموا أنفسكم… ارحمونا يا قادة الشرعية!
وليلتكم سعيدة، وجمعتكم مباركة.