عام جديد ومجاعة جديدة

Author Icon عبد الرب الفتاحي

يناير 2, 2025

يجمع الكثير بصعوبة الملف اليمني الذي يتجه ليكون أشبه بمساحة جامدة،  الحركة الميتة هي عبارة عن تلف المنظومة السياسية ، التي تتشكل بناءً على الهدم لا المعالجات.

فأرتبط السياسيين اليمنيين والأحزاب بالمحاصصة الداخلية والوظيفية ، ونزوة تمثيل كل حزب وكل قيادة وكل أبن لقيادي حزبي ، وضعنا أمام قيود كبيرة ،وهذا الاتكال والصيغة الملكفة ،تجعل من المستحيل البناء عليها في تشكل مشروع وبنية وطنية جديدة .

نحن نتدمر، هناك طاقة تلتوي حول الفراغ ،فلم يعد لدينا الخريطة الكاملة لواقع ولو بسيط من  الدولة، بل أن اعادة صبغ الشعر الابيض من المقعدين السياسيين بلون  الشعر الأسود ،وانتاج ذات المنظومة والمتقلبين ، يعني أن الظروف هو التعايش مع المتسببين والفاشلين .

هؤلاء هم من جسد هذا الدمار  الذي لحق بالدولة ،وصار الصراع على اغتنامها طبعا قائما ،وفق الانماط الخارجية والتشكيلة المريضة من الأحزاب، التي مازالت تشكل مشروع الفشل والتفكك.

هناك فوضى تتجه اليها البلد ،وهذا سببه أننا لا نختار حكامنا الذين يأتون وفق التمثيل والتقاسم الخارجي،  السيئ أن الفاشلين صار لهم منظومة، تتحكم بكل المفاصل السياسية والدولة والأحزاب .

لا أدري كيف يمكن التنبؤ أننا سنخرج من كل هذا الضيق أو المستحيل ،بل السياسات التي تحدث بالفعل هي سياسات قد نقول عنها "فرم " تتلخص هذه السياسية بتشكيل شعب من الجياع ،والذي صار في أدنى مستويات حركته ،فالرواتب صار توزيعها ثقيل على قيادة مشكلة من المجلس الرئاسي والحكومة.

هؤلاء يحصلون على مرتباتهم مع بداية كل شهر ،يحصلون على مبالغ تكفي لبناء مصانع وشبكات اجتماعية ،ومشاريع عمل وسفلتت العديد من الشوارع المقطوعة .

لا يوجد قانون في دولة الانتفاع والفساد ،يحدد شكل الاختلاف والتباين في المستوى، فإذا كانت السلطة الجديدة التي تشكلت في ابريل 2022 تتحرك فقط للانتفاع.

فإن كل مسؤول تشكل في حده الأدنى والأعلى ، في اطار الجينات الانتفاعية السياسية؛ وهو يقوم بمهمة صغيرة وليست كبيرة ،لدرجة أنه لن يتكفل بإنقاذ  شعب لم يعد لديه القدرة ليعيش.

هذا في حد ذاته يلخص حجم المفارقة أن يكون فارق الرواتب مهول، لدرجة أن رئيس المجلس الرئاسي والحكومة وكل الموظفين  الغارقين في زجاجية السلطة ومطبليها يحصلون على آلاف الدولارات، بينما تريد هذه السلطة أن تشكل اصلاح ضيق على شعب ،تجد أنه فاسد وترتب كل شيئ لحرمانه من أن يعيش هو واطفاله أو يتعلم .

كل الذين ينصهرون في قوقعة هذه السلطة هم الفاشلين، هذا التشكل المزعج مؤثر يعطينا شكل باهت أن الحياة بخير، فيما سياسات الحكومة والمجلس الرئاسي تقوم على تعزيز الحصول على كل شيئ، فالحكومة والمجلس الرئاسي يدوران في حلقة المصير المشترك ،نحن الشعب وحدنا لا تربطنا شراكة مع سلطة غائبة وغير شفافة، بل وتحمل هذا التسفل من السياسات وركاكة المعنى .

حزين لدرجة أن راتب الحكومة تحول لشكل من العذاب، والمحزن أن كل الذين يتشكلون على رقبة الدولة، هم طحال  الاشخاص، والكثير من المنتفعين ،ولكي تعرف شكل المنتفع والفاشل ،لتجدهم من الذين يعيشون في واقع تكرار السلطة، وابقاء هؤلاء يعني تشكل السلطة ضمن أدوات الانتهازيين، وهذا مازال يغرقنا في أكثر من مرحلة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى