وداعاً سلطان الصريمي... شاعر الأرض والوجع والأمل

Author Icon سليمان الشميري

يناير 2, 2025

اليمني الجديد

كيف لنا أن نفرح وقد غاب عنّا سلطان الصريمي؟

كيف تحتمل الأرض فراق شاعرها الذي كانت كلماته أوتارًا على جراحنا، وكان صوته زادًا لمن ضاقت بهم الحياة؟

سلطان لم يكن مجرد شاعر، كان صوتنا المبحوح، حلمنا المكسور، وآخر نبض للأمل وسط هذا الظلام.

في "أبجدية البحر والثورة"، كتب حاكى سلطان أرواحنا
كان يرى في البحر وطنًا يبتلع أوجاعنا، وفي الثورة حياةً رغم الموت. كانت كلماته موجة تصرخ في صمت، وصرخةً تبكي في خفاء.

وفي "نشوان وأحزان الشمس"، أودعنا صورة الإنسان اليمني الذي لا ينكسر، مهما أثقلته الأحزان:
نشوان لكأنه نحن، نحن الذين نمشي على رماد أحلامنا، نحمل وطنًا، ونبحث عن شمعة لا تنطفئ. كان نشوان مرآة للوجع، وحلمًا للوطن الذي لا يموت.

أما في "أربع وردات وقصيدة"، وزّع سلطان أمله علينا كما يوزع العطشان الماء
كان يرى أن الألم يزهر، وأن الحزن قد يلد حبًا، وأن الأرض، مهما احترقت، لا بد أن تنبت وردًا.

يا سلطان، كيف نرثيك وقد كنت أنت من يرثينا؟ كيف نكتب عنك وأنت من علمتنا كيف نكتب عن أوطاننا ووجعنا؟ غابت روحك عنّا، لكن كلماتك ستظل هنا، تقاوم النسيان.

رحلت، لكن صوتك باقٍ في نشوان الذي يمشي فينا، في البحر الذي لا يزال يردد أبجديتك، وفي الورد الذي وعدتنا أنه سيزهر يومًا على هذه الأرض.

سلطان، يا شاعر الأمل والحزن، رحيلك موجع، ولا يتركنا إلا في فراغٍ عميق لن نملأه أبدًا.
الله يرحمك يا سلطان، ويبقي ذكرك في كل حلم، وفي كل وطن نرجوه.

زر الذهاب إلى الأعلى