قيادات تحتفل بعام جديد... وشعب يحتضر!

يحتفل الناس في مختلف أنحاء العالم بالعام الجديد،
رغم أن التأمل في الموضوع بشكل فلسفي قد يُظهر أنه لا يوجد ما يدعو للاحتفال.
فكيف يمكن للمرء أن يفرح بأن رصيده من العمر قد نقص عامًا؟ إطفاء الشمعة في هذه المناسبة أو المناسبات المشابهة يُعد رمزيًا خطوة نحو نهاية العمر.
ومع ذلك، يستمر الناس في الاحتفال برأس السنة كما يحتفلون بأعياد الميلاد الفردية، من زاوية التفاؤل بالمستقبل.

فعلى سبيل المثال، شخص يدرس في السنة الثانية ،يحتفل لأنه يقترب من الانتقال إلى السنة الثالثة، وموظف ينتظر الترقية يرى في العام الجديد خطوة نحو تحقيقها.

وآخر يسدد أقساط منزله، ومع انقضاء العام يعتبر ذلك تقليصاً للديون التي تثقل كاهله،
مما يعزز شعوره بالإنجاز والاستقرار.

لكن هذه المعاني لا تنطبق على اليمنيين في الوقت الراهن. فالشعب اليمني بلا مستقبل واضح، بلا وظائف، بلا استقرار، ولا مشاريع تُبنى أو أهداف تُحقق.
في ظل هذه الظروف، من الغريب أن نرى قيادات الحكومة والدولة ،تتسابق لتهنئة اليمنيين بالعام الجديد، دون حتى الإشارة أو الاعتذار للشعب عن سوء الحال الذي يعيشونه في ظلهم،
في مشهد يفتقر إلى أي حس بالمسؤولية أو الواقعية، لم نرَ وقاحة تفوق ذلك.

نسأل الله عامًا خيرًا يرتاح فيه الشعب من القيادات الفاشلة الصانعة للفشل.
‎