هجمات الحوثيين على اسرائيل هدفها توفير مبررات انقلابه
علق نتنياهو عقب قصف اليوم بالقول “سنكمل مهمة قطع أذرع إيران”.
الكيان الإسرائيلي شن غارات متعددة خلال الساعات الماضية ، شملت صنعاء والحديدة ،ضربت البنية التحتية في مجال الموانئ والطاقة ، ووسع بنك الأهداف ليشمل مطار صنعاء ،وبهذا تم عزل اليمن كلياً وإحكام الطوق حوله ، فلا موانئ ولا مطار ولا قنوات تربط البلاد بالعالم الخارجي، وهنا نتحدث تحديداً عن مناطق سيطرة الحوثي.
لم يعد حزب الله يهاجم إسرائيل، والفصائل العراقية هي الأُخرى تراجعت ضرباتها حد التوقف الكلي ، في ما يستمر الحوثي وضد كل الحسابات السياسية والمصالح الوطنية، في مهاجمة غير مجدية للكيان ، ما يستدعي ردود فعل ذات طابع تدميري شامل ، يطال منشآت ذات صلة بحياة الناس ، أكان لجهة قطع سلاسل توريد الغذاء لليمنيين، أو شل الموانئ وكذا تدمير مراكز توليد الطاقة ، وأخيراً إخراج مطار صنعاء برجاً ومدرجاً عن الخدمة.
لا أحد يبارك قصف إسرائيل لليمن ، وفي الوقت ذاته ليس من الحكمة التربيت على كتف الحوثي، والإنسياق خلف جوقة تسويق الوهم، ومنحه بطولة لا يستحقها بتقديمه كقوة إقليمية مقاومة ، وحاملة لواء إستعادة الأقصى وتحرير فلسطين.
مايقوم به الحوثي بالشراكة السببية مع إسرائيل هو تدمير البلاد، وخوض جماعة صنعاء مغامرات صبيانية مسلحة، لا تدعم غزة ولا تجنبنا إعادة إنتاج غزة في اليمن.
نعلم جيداً إن مناوشات الحوثي ضد إسرائيل وهي شكلية بنتائجها ، هدفها توفير مبررات إستمرار إنقلابه ،وترحيل إستحقاقات الناس في الغذاء والراتب والخدمات، بإستحضار أجواء الحرب وقمع معارضيه بحجة التخادم مع دول العدوان.
الواقع إن خطر الحوثي يتضخم لجهة إستجلاب كل الجيوش والعتاد إلى اليمن، والمضي بعملية تدمير تطال السلم الأهلي والمقدرات على هشاشتها، ناهيك عن تهديد الأمن والسلم الدوليين ، والحال هكذا لا خيار لتجاوز عنق الزجاجة وكسر هذه الدائرة الجهنمية التي يحاصرنا بها ، سوى بإستنهاض طاقات الشعب وإسقاطه من الداخل ، وبهكذا نجنب البلاد عواصف الحرب القائمة / القادمة، ونسحب من تحت أقدامه بساط شرف لا يستحقه-مقاومة إسرائيل - وبطولة لا تليق به ، وهو الذي يرزح تحت عبء نصف مليون قتيل وملايين الجرحى والمشردين.
تزامن غارات اليوم مع خطاب عبدالملك وهذيانه الأسبوعي، هو إهانة لرمزيته بين القطيع ، ورسالة دلالتها إن رأسك في متناول صواريخنا ، وفي مدى الرؤية وتحت مظلة ضرب النار.