كيف يستفيد الحوثي من اسرائيل؟
■ كثفت ميليشيا الحوثي عملياتها ضد السفن في البحر الأحمر وضد إسرائيل بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، بطريقة تسعى لاستفزاز الخصم لتوجيه عمل عسكري مباشر.
والهدف كما أرى هو خوف الحوثي من ان يكون التالي في قائمة السقوط، لذلك يسعى الى اختلاق مواجهة عسكرية مع اسرائيل أو أمريكا ،ليستعيد الدعم المحلي والعربي الذي اكتسبه في بداية عملياته في البحر الاحمر، تحت ادعاء مساندة غزة وخسره مؤخرا بسبب شكليته وعجزه عن اي دعم حقيقي.
■ يعرف الحوثي أن اسرائيل لا تستطيع توجيه تفس الضربة القاضية التي وجهتها لحزب الله لأكثر من سبب، فلا يوجد حدود مشتركة قريبة وتضطر اسرائيل للقصف عبر آلاف الكيلومترات بالصواريخ أو بالطائرات ،مما يحصر فعالية اسرائيل في القصف الجوي الانتقائي، وهي آلية صارت الحوثية خبيرة في تخفيف اثارها.
■ السبب الثاني أن اسرائيل لا تملك قاعدة معلومات حول قيادات الحوثي وأماكنهم، ولا تستطيع توجيه ضربات موجعة للقيادات ،وهي اكبر خسارة يمكن ان يواجهها الحوثيون،
لهذا يلعب الحوثيون على لعبة محدودة الخسائر خاصة ان الطرف الاخر (الشرعية، الاصلاح، الانتقالي، الحراك) خاملة وعاجزة عن الاستفادة من تداعيات السيناريو السوري لتغيير الوضع في اليمن.
■ لكن المكسب الاهم الذي يريد الحوثيون تحقيقه من مواجهة عسكرية مأمونة العواقب مع اسرائيل، هو إقفال الباب امام الحكومة الشرعية والسعودية لقيادة عمل عسكري ،في حال حصلوا على الدعم المناسب امريكيا بعد تنصيب ترمب.
فإذا بدإت المواجهة العسكرية الحوثية-الاسرائيلية فان يد الشرعية ستصبح مغلولة، لإن الرأي العام المحلي والاقليمي سيرى إن إي مواجهة عسكرية ضد الحوثي، ستحسب من الرأي العام كدعم غير مباشر لاسرائيل.
■ يرى الحوثي في لافتة غزة فرصة أخيرة لتفادي السقوط، ويحاول اعتصارها حتى إخر قطرة ،بغض النظر عن انفصال افعاله الكامل عما يجري في غزة بالفعل.
■ إن عجز الشرعية وتواكلها وتضييعها للفرص التاريخية للتغيير ،وايثارها التنبلة والفساد تساهم في تقوية الحوثي، الذي لا يضيع فرصة لمد نفوذه وتاثيره وقوته.
وأي فرصة ضائعة لاستعادة الدولة ،يحولها الحوثي إلى رصيد لتضخيم قوة الجماعة الطائفية.