بعد مرور خمسة أشهر منذ خروجي من السجن ومازلت أُعاني
رغم مرور قرابة خمسة اشهر على خروجي من زنازين سجن المخابرات بصنعاء ،إلا أنني وجميع افراد أسرتي مازلنا نعاني من اثار السجن الى اللحظة ،وماخلفه لنا من متاعب ودمار مادي ونفسي وأمراض ومعناة ..
سته أشهر من الإختطاف والتغييب خلف الشمس، تسببت في نزيف أرواحنا ودمار أجسادنا وممتلكاتنا وحياتنا ،أقسم بمن رفع السماء بلا عمد أننى مازلت أعالج آثار السجن إلى اللحظة، لم أشعر بالاستقرار بعد ،رغم مرور خمسة أشهر على خروجي من السجن ..
دخلت السجن سته أشهر ، وأنا بخير وبصحة جيدة وكذلك زوجتي وأولادي كانوا أصحاء مستقرين ،وكذلك صديقي الاعز الرفيق المناضل احمد سيف حاشد كان بخير وبصحة جيدة، وخرجت من السجن وانا مريض وكلنا امراض..
مازلت أصلح وأرمم كل ما حطموه ونهبوه من بيتي أثناء اقتحامه بقوة السلاح وبدون اي مسوغ قانوني، أعادوا بعضه وهو مدمر وعاطب لبتوبات هواتف ذواكر ،والبعض لم يعيدوه الى اللحظة ،حتى سيارتي قاموا بتفتيشها بعد اختطافي ومزقوا طربلها وعبثوا بها وتسببوا بتعطيل كمبيوترها ،ومنذ خروجي وانا أصلح مادمروه ; في البيت ،والسيارة ،واللبتوبات والهواتف ،وخزنة البصائر ،والمغالق ،وكهرباء البيت وغيرها .
مازلت إلى اللحظة أعالج محمد واحمد ،وام محمد يومياً بالمستشفيات، بدون جدوى أو أمل بالشفاء ..
لا إشعر بالاستقرار إلى اللحظة ،صديقي ورفيقي القاضي احمد سيف حاشد أصيب بجلطة قلبية وأنا بالسجن، وغادر الوطن الى أرض الكنانة لتلقي العلاج ولاينام الا بجهاز تنفس، ولم يفرجوا عني إلا بعد يوم من سفره ،مرت سنة منذ أخر مرة التقينا.
ويعلم الله متى سنلتقي؟
إلا يدرك السجانين عديمي القلوب والضمائر ،مايتسببوا به من دمار ومعاناة وعذاب لكل سجين ،هو وجميع افراد اسرته؟
أفكر في حالة ومعاناة وعذابات من عرفتهم بالسجن، هم وأسرهم والذي تم رميهم خلف القضبان بدون اي ذنب، ونسيانهم خلف الشمس ،دون أن توجه لهم تهمة رسمية أو يحالوا للمحاكمة العادلة ،أمام قاضيهم الطبيعي ،ومر على بعضهم منذ أن رموا خلف القضبان أربع سنوات بدون محاكمة؛ كالشيخ وليد مقبل الغيل ،وهاشم الهمداني وأبنه وأخوانه وأبناء عمه ا،لذين يقبعوا بالزنازن الانفرادية بظروف قاسية منذ أكثر من سنة ،ممنوع عن أهلهم زيارتهم ولايُسمح لأهاليهم الاتصال بهم.
لا لشيء سوى الغطرسة والطغيان ،والامعان بالظلم والقهر والاذلال..
وكذلك هو حال الاستاذ الفاضل والتربوي القدير مجيب المخلافي ،المرمي بسجن المخابرات منذ أكثر من سنة بدون إي ذنب، سوى أن السجانين يمتلكون سلطة مطلقة للتحكم برقاب العباد..
ومثلهم الكثير ممن لانعرفهم ،وساقهم سوء حظهم الى يد سجان لايرحم ولايراعي فيهم الاً ولاذمة..
أي قلوب ميتة تمتلكوها، لتنكلوا بعباد الله بسجونكم ¡
لماذا لا تراجعوا أنفسكم وتنصفوا الناس ،وتشعروا بمعاناة المستضعفين؟
ألم يسبق لكم أن سجنتم وذقتم مرارة الزنازن، ومعاناة أهلكم وأنتم مغيبين عنهم خلف الشمس ؟
فالاحرى بكم أن تشعروا بمعاناة المساجين المنسيين المستضعفين، في سجونكم وتعجلوا بإطلاق صراحهم ..
فالرجوع الى الحق خير من التمادي بالباطل..
شغلت منصب القضاء بأمانة العاصمة وبمحافظة إب ،قاضياً ورئيس محكمة لعدة سنوات ،وكنت إذا أقتضت الضرورة القصوى ،وقررت سجن مواطن أخل بنظام الجلسة أو تجاوز وثبت لي استحقاقه للسجن ،لانه أفسد أو أبتز أخرين بإسمي ،أقرر سجنه بحجز المحكمة او المديرية ،وكل يوم يُرفع لي كشف باسماء المساجين ،وكل ليلة أراجع نفسي وأشعر بتأنيب ضميري واشعر بمعاناة وعذابات السجين واهله ،وافرج عنهم بعد يوم يومين وأقصى مدة أسبوع أو عشرة أيام فقط .
فلماذا انتم قساة قلوب وماتت ضمائركم؟