تلميع نظام صالح إهانة للضحايا وتزييف للتاريخ

Author Icon سليمان الشميري

ديسمبر 13, 2024

اليمني الجديد

في وقت يعيش فيه اليمن أسوأ أزماته الاقتصادية والحروب الداخلية المدمرة، خرج اليوم خطيب الجمعة في جامع السعيد وسط مدينة تعز ليقول إن هناك زعماء عرباً رحلوا عن السلطة ولم يرتكبوا الجرائم التي ارتكبها بشار الأسد، وذكر من بينهم علي عبدالله صالح.

هذه الخطبة السياسية، التي جاءت بعد أيام من التقارب المفاجئ بين حزب الإصلاح وأتباع صالح، ليست فقط تجميلاً لحقبة سوداء، بل إهانة مباشرة لضحايا نظام صالح وتجاهلًا صارخًا للمعاناة التي خلفها.

علي عبدالله صالح ليس بريئاً من الكوارث التي نعيشها اليوم؛ ففي عهده تم تغييب مئات المعتقلين قسراً، ولا يزال مصيرهم مجهولًا منذ أكثر من 45 عامًا.

كما تم تدمير التعليم وتهميش مؤسسات الدولة، بينما اختزلت الثروات الوطنية في جيوب عائلته ودائرته المقربة ولم يتوقف عند ذلك، بل ارتكب خيانته الكبرى في أواخر حكمه، حين سلم مؤسسات الدولة لمليشيات الحوثي الإيرانية المنقلبة على الشرعية، ودخل في تحالف معهم. هذا التحالف المشؤوم كان الشرارة التي دفعت اليمن إلى حرب طاحنة دمرت الاقتصاد وشردت الملايين.

كيف يمكن أن يُقدم شخص كهذا على أنه قائد بريء من الجرائم؟ وكل ما نعيشه اليوم من حروب وفقر وانهيار مؤسسي هو نتيجة مباشرة لإرث علي عبدالله صالح.

إن استخدام المنابر العامة لتجميل صورته هو خيانة لدماء الضحايا وطمس للتاريخ، وما نحتاجه اليوم هو مواجهة الحقيقة، والاعتراف بالماضي لبناء دولة تقوم على العدالة والمساواة، وليس على إرث الاستبداد والفساد.

أما المؤتمر، فلن يقف على قدميه طويلاً طالما ينتهج نفس سياسة صالح القديمة في شراء الولاءات ،وتحالفاته السوداء مع إخوان اليمن، إلا إذا اختار كوادره الوطن على الفرد، والمستقبل على الذكرى.

زر الذهاب إلى الأعلى