كيف خلقت الإدارة الأمريكية من الحوثية وحش إرهاب دولي؟

Author Icon حسين الوادعي

نوفمبر 24, 2024

اليمني الجديد

حسب صحيفة الفاينانشيال تايمز، صارت الميليشيا الحوثية منخرطة في الصراع الروسي الأوكراني عبر تصدرها لتجنيد يمنيين للقتال هناك كمرتزقة!
وكالة التجنيد هي شركة مسجلة في سلطنة عُمان لتوريد المعدات الطبية! يملكها القيادي الحوثي عبد الولي الجبري.

أرادت أمريكا والدول العظمى تحويل الحوثية الى "مشكلة يمنية" بتسليم اليمن الى الحوثي على أساس اقتناع الحوثيين بالكعكة اليمنية وتوقفهم عن أي مغامرات عسكرية خارج حدودها.
وكانت اتفاقية ستوكهولم 2018 التي أوقفت عملية تحرير الحديدة الصك الدولي الأممي الذي حول الميليشيا المحلية الى فرانكنشتاين إرهاب دولي.

لم تهتم أمريكا بالجانب الأخلاقي الناتج عن تسليم مصير 30 مليون يمني إلى ميليشيا عنصرية دموية.
فالحوثية بالنسبة لهم مكون محلي، والانتهاكات التي تقوم بها مقبولة ضمن "ثقافتهم" حسب آخر صرعات "ما بعد الاستعمار " التي ترى ان مفاهيم حقوق الانسان مجرد مفاهيم استعمارية غربية لا يجوز فرضها على الثقافات الأخرى!

لكن السحر انقلب على الساحر، وتحولت الحوثية الى تهديد دولي يهدد أمريكا والدول التي رعت اتفاقية استوكهولم في أربع جبهات:
-استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر
- تزويد حركة الشباب الصومالية بأسلحة نوعية صارت مصدر قلق أمريكي.
- دعم القاعدة في اليمن وإعادة تسليحها وتنظبم صفوفها، وليس مستبعدا أن ينتقل دعمها الى خارج اليمن قريبا.
- خلق شبكة مرتزقة من فقراء اليمنيين للزج بهم في الصراعات الدولية باستخدام شركات حوثية مسجلة تجاربا في سلطنة عمان.
روسيا من ناحيتها ترى في الحوثي حليفا مهما للانتقام غير المباشر من امريكا. واذا كانت روسيا غير قادرة على قصف البوارج الامريكية مباشرة ليقم الحوثي بذلك لعد تزويده بالاسلحة الروسية المناسبة.

بعد انهيار حماس والتراجع المتسارع لحزب الله، ترمي إيران ما تبقى من أوراقها على طاولة الحوثي. تتضخم مهمة الحوثي من وكيل ايراني يضع اليمن في الأجندة الايرانية، الى موزع اقليمي للسلاح والإرهاب، ومسؤول عن تجميع كافة الميليشيات والجماعات الارهابية الخارجة على القاتون لتصب في مصلحة الكفيل الاعظم والداعم الأكبر لأوسع شبكة ارهابية في التاريخ.

تضخمت الحوثية على نفس طريقة فرانكنشتاين في رواية الخيال العلمي. لكن اللمسة الأخيرة لصناعة الوحش كانت برعاية أممية أمريكية. فهل يواجه الصانعون وحشهم أم يعبدون تغليفه وتصديره كما فعلوا في 2018؟

زر الذهاب إلى الأعلى