إلى الأشقاء في السعودية
نحن وانتم جيران واشقاء مهما بلغت بيننا الاختلافات والصراعات ،فلا أمان لكم ولا استقرار إلا بأماننا واستقرارنا في اليمن، فنحن نقع في محيط واحد ويمثل كل منا عمقاً للآخر، وبالتالي فالمصاب دائماً واحد الأمر الذي يفرض أن تكون المصلحة أيضا واحدة.
ستسمعون من بعض المتطفلين على السياسة والإعلام في اليمن، والذين يمثلون حاله شاذة صنعتها مرحلة التدخل العربي في جانبه السيء والسلبي، الكثير من(النهيق) و(النعيق)حول حادثة القتل في سيئون حضرموت ،وسيكيلون لكم عبارات النفاق دون أن يكلفوا أنفسهم عناء السؤال ومعرفة تفاصيل .
أسباب ما حدث وكيف حدث ، فهؤلاء لايهمهم القاتل ولا القتيل بقدر اهتمامهم في البقاء، في مرمى قذائف صندوق دعم النفاق والمنافقين .
نحن لسنا مع القتل والاعتداءات بين الأشقاء، وندين القتل والعنف بكل اشكاله وأنواعه ،وبالذات الذي يطال أهلنا وأخوتنا وأشقائنا وجيراننا ولكننا بالمقابل لانستطيع تحديد اي مواقف موضوعية وعادلة تجاهه، دون أن نعلم تفاصيل مايحدث واسباب حدوثه ودوافعه، رغم ادراكنا لخطورة ماحدث وانه سيتكرر حدوثه لاحقاً، إذا لم نقف جميعا أمامه وندرس أسبابه الحقيقية ونضع لها حلولا ومخارج .
أعتقد أن الأسباب التي ترفع منسوب الكراهية بين الأهل والاشقاء ،إلى درجة القتل بهذه الطريقة لن يحد منها تقيؤ إعلام الدفع المسبق، ولاصحائف الاتهام غير المنطقية التي ترصها آلة ذلك الإعلام القبيح ،ولكن الذي يحد منها هو الدراسة المتأنية والموضوعية لمثل هذه الأفعال واسباب .
ودوافع حدوثها بعيداً عن التوظيفات والصراعات المليشياوية ،غير الخادمةللعلاقات بين المملكة واليمن.
هناك أخطاء أرتكبها التحالف العربي في اليمن تمثل أسباب رئيسيةفي ظهور حالة الكراهية، بين أبناء اليمن ودول التحالف، ومن هذه الأخطاء صناعةوتفريخ ودعم وتقوية المليشيات بكافة صورها .
الحزبية والمناطقية والجهوية، وتسليمها أمر الناس وتغييب الدولة ومؤسساتها ،وهي الظاهرة التي تسببت وتتسبب في فساد وظلم يعصف بحياة الناس ،ويهدد أمنهم وينتهك حرماتهم ويخلق خطاب كراهية ،يرتفع منسوب تأثيره ويتصاعد يوما عن يوم
ونحن إذ نعزي انفسنا وأهلنا في اليمن والسعودية ،في من قُتل ومن طاله الظلم والإهانة وانتهاك الحرمات، ومذلة العيش نجد أنفسنا ملزمين اخلاقياً ووطنياً بمراجعة حساباتنا جميعا ،والإجابة على سؤال واحد وهو لمصلحة من يتم تدمير العلاقات الاخوية بين الشعبين اليمني والسعودي .
وإلى أي حساب سيصب ريع تنمية الكراهية بين الأشقاء في البلدين.. ¡
ولماذا تصر دول التحالف على استمرار تغييب الدولة ومؤسساتها في اليمن.؟
وتعتمد على العصابات والمليشيات المسلحة ،والتي بدورها تصنع المزيد من أسباب الكراهية والصراع.
في اعتقادي أن عودة الدولة في اليمن، ووقف التدخل في شئونها وإنهاء عهد المليشيات، ووقف الدعم لسلوكياتها الشاذة أمر سيسهم بشكل كبير في مداواة الجراح ،وسيعيد العلاقات بين الأهل في اليمن والسعودية ،إلى سابق عهدها وسيجفف منابع الكراهية ،التي تستثمرها أطراف أخرى تسعى للاضرار بالمنطقة برمتها.