المؤسسات الداعمة للمشاركة الاقتصادية والسياسية.

Author Icon حسين الوادعي

أكتوبر 14, 2024

اليمني الجديد

‏تخونني ذاكرتي مرارا.
هذه المرة لم تساعدني وأنا استمع الى حيثيات فوز ثلاثة من الاقتصاديين بجائزة نوبل للاقتصاد 2024 لدورهم في تقديم إجابة للسؤال الاقتصادي: لماذا بعض الأمم فقيرة وبعضها غنية؟
بدأ بيان نوبل بقصة قرأتها قبل فترة في كتاب ما. القصة عن مدينة حدودية بين الولايات المتحدة والمكسيك انقسمت الى نصفين في القرن الثامن عشر: نصف اصبح تابعا للولايات المتحدة، ونصف ظل تحت سلطة المكسيك.
نفس الثقافة، نفس اللغة، نفس الجذور.. لكن كل شيء عدا ذلك مختلف.
فالنصف الامريكى يعيش سكانه ضمن دخل اقتصادي عال وخدمات حكومية شاملة ويتمتعون بحقوق سياسية ومدنية عالية، ويعيشون في أمان من تقلبات الحياة وتحدياتها. أما النصف المكسيكي فيعيش في فقر وديكتاتورية وعنف وأقصى أحلامهم ان يعبروا السياج الحدودي الفاصل بينهم وبين من كانوا أهاليهم واقرباءهم قبل قرنين أو أكثر.
ما السبب؟
يقدم اقتصاديان من الثلاثة الفائزين تفسيرا مركزيا هو: المؤسسات.. المؤسسات الداعمة للمشاركة الاقتصادية والسياسية.
ويحللان كيف تمكن النصف الامريكي من المدينة الحدودية من تشكيل هذه المؤسسات ولماذا لم ينجح النصف المكسيكي.
تذكرت إنني قرات كل هذه التفاصيل قبل 8 سنوات.. ولكن أين؟
هل هناك سرقة علمية كبيرة؟
الحقيقة لا… بعد بحث سريع تذكرت أنني قرات الكلام في كتاب اشتهر حين اصداره عام 2012، وعنوانه "لماذا تفشل الأمم.. أصول السلطة والازدهار والفقر".
ومؤلفاه هما دارن اسيموجلو وجيمس روبنسون وهما إثنان من الفائزين الثلاثة بالجائزة.
حلل الاقتصاديان شبكة معقدة من العوامل التي تجعل البلد غنيا أو فقيرا: المؤسسات، الاستعمار، السياسات، التقاليد، النخبة الحاكمة بعد وقبل الاستقلال.
لكن المؤسسات كانت العامل المركزي في النجاح او الفشل.
فلماذا ينجح البعض في بناء المؤسسات ويفشل البعض؟ هذا موضوع هذا الكتاب وكنابين آخرين لنفس المؤلفين عن الاصول الاقتصادية للديمقراطية والديكتاتورية وعن الصراع على الملكية طوال الألفيتين الماضيتين.

ربما لو اسعفتني ذاكرتي الضعيفة اكتب موضوعا اطول عن تحليلهما لماذا تفشل بعض الامم وتنجح أخرى!

وفقت نوبل هذه السنة في الاقتصاد!

 

زر الذهاب إلى الأعلى