لم تسقط الجمهورية بالقوة في 21 سبتمبر
كانت الجائحة الطائفية مجرد ميليشيا بتسليح بدائي وبعض الأسلحة المنهوبة من عمران. بينما داخل صنعاء وما حولها كانت معسكرات الحرس بكل قواتها، ومعسكرات الفرقة، والقوات التي جيشها الإصلاح أضعاف أضعاف التجمعات العشوائية للميليشيا.
"تسليم صنعاء" تم "بالتوافق" مع 3 قوی رئيسية هي: الرئيس هادي ووزير دفاعه، وقيادات الإصلاح، وعلي عبدالله صالح وجناحه في المؤتمر...وبعد اتصالات وتفاهمات مع ميليشيا الكهف..
هؤلاء هم من سلموا صنعاء للميليشيا في 21 سبتمبر 2014..
.
الاصلاح تجنب حربا كان يعتقد انها تهدف الی تصفيته وسلم مناطقه ومؤسساته بلا قتال، وكلف وزير داخليته باستقبال المقاتلين الطائفيين واعتبارهم "أصدقاء الشرطة"..
و الرئيس هادي في سابقة تاريخية (لا اعتقد انها ستتكرر في تاريخ اي أمة) وجه المعسكرات بعدم القتال، بينما وجه وزير الدفاع الجنود والمعسكرات بالبقاء في مقراتهم وعدم التفريط في عُهدهم العسكريه!
صالح ذهب ابعد من ذلك وارسل المشائخ الموالين له ليشاركوا في اعتصامات الحوثيين حول العاصمة، وارسل قوات من الحرس للقتال ضد الفرقة، والخطاب الاعلامي للمؤتمر كان متناغما مع تحركات الحوثي ومؤيدا لها منذ بدء حصار الحوثيين لعمران..
لم تكن قوى المعارضة متفرجة، اذ انشغل قادتها بالتبشير بالقوة "الشابة والصاعدة" التي ستعيد ألق الجمهورية! وانشغل اليساريون بالتنظير حول عبور المضيق عبر الميليشيات "الفتية" التي ستسقط مراكز القوى وتترك الساحة خالية للقوى المدنية لكي تحكم!!
وانشغل غيرهم من السياسيين والمثقفين المعارضين بالكتابة عن جيفارا القادم من مران مرتديا عمامة سوداء.
كانت خياتة متعددة الأطراف، وكنت في صنعاء أشعر بطعنات الخيانة في جسدي وفي جسد الوطن.
والحديث اليوم عن سقوط الجمهورية واستعادة الدولة سيكون بلا معنى لو لم يطرح حقائق التاريخ بوضوح ويشير بثبات الى صانعي النكبة وذابحي التجربة الجمهورية.
لا يمكن لمن سلموا الجمهورية للمسخ اللطائفي أن يكونوا صادقين اليوم في احتفالهم ب26 سبتمبر. استعادة ألق الثورة والجمهورية بحاجة لأصوات نقية وجيل جديد متحرر من آثام الخيانة.