المسألة ليست روحانية أنها خطوة سياسية
يوماً تلو الآخر يتحول الاحتفاء بمولد النبي في اليمن إلى شيء مقدّس. وهي قداسة تنسحب على الذي يُشرِف على المشهد ويلصق نفسه بالنبوة.
الحديث عن النبي لكن الصورة الماثلة أمام الأعين خصوصاً الأطفال هي لعبد الملك الحـ.وثي.
لم يعد من السهل تمييز الفاصل بين الرمزين.
ويوماً تلو آخر سيكون عدم الاحتفاء ضرباً من الفسوق والزندقة وسيخضع للمحاكمة.
ليست المسألة روحانية ولا إيمانية ولا طقس تاريخي. انها خطوة سياسية غايتها الكلية السلطة وعصبيتها بين النبوة.
لذا، فإن الجدل الفقهي او الديني حول مسألة الاحتفال الباذخ الفاجر في بلد تطحنه الحروب الكبيرة والصغيرة وينهكه الفساد والتغول السلطوي والفقر والسلطة السلالية لا يكفي.
لا بد من تضافر ادوات اعادة رسم هذا المشهد الاحادي المنفر.
هناك من يقارن هذا الاحتفال بالاحتفال برأس السنة او أعياد الميلاد في المجتمعات المسيحية خصوصاً في اوروبا وأمريكا ويتجاهل اولاً ان هذا الإسقاط سخيف ومتلاعب بالحقائق لان الاحتفال هنا تجاري استهلاكي صرف ولا يعكس سلطة غير سلطة السوق.
ثانيا ان الكنيسة اصبحت في مجال محدود من السلطة والتأثير في القرار العام وفي توجيه افكار وعقائد الاتباع ضمن سياق تاريخي اعاد توزيع السلطة بين مختلفة القوى داخل المجتمع لتصبح القوة الأضعف هي الدينية. ثم انه في الغرب لا توجد عصبية اسمها بيت النبوة تطالب بنصيب من الثروة والسلطة في الوقت الحالي.
البابا يتم انتخابه ضمن عملية معقدة جدا.
مصطفى ناجي