تعز أرض المعياد
أقف عند أبواب المدينة المسكونة
لا شيء فيها غير الغبار..
ورياح الغرق المسعورة
مدينة تسبح في الحصار
وتنام على رصاصات الموت.
تعز هي سماء الكون
هي أرض الميعاد.
هي مسجدنا وحرمة أرضٍ كانت بلا غطاء..
مدينة رفضت أن تصوم أو تقوم لطغيان الطعن والخيانة.
تعز على حافة الموت واقفة.
ظلت تحمل كل القناصة المخفيين
وفي أسوار الحالمة خراب القيامة
كانت تسير هادئة.
تنظر عن اليمين فترى الجحملية فيها دخاخين المدفعية.
المنازل فيها منهكة الأحجار والبساتين.
كل الجمال تحول لمقبرة...
كنا نرى أشكال الموت الموعود
أطفال قتلوا في صالة في الشماسي في وسط المدينة من دون رحمة..
يظهر القاتل يديه فيصيب وجه النهار.
وعلى غسق الليل يتعاون القاتل مع ملك الموت.
قد يكون الموت في البعيد
مستغرقاً في تفكير العمل المتواصل.
فيأتي لتعز مثخن السرعة..
فالقاتل أسرع..
والموت مجرد بضاعة تُشترى بقناصة..
هنا للصوص عيون تراقب النوافذ..
تصنع حافة النهاية بأول طلقة تسير مستقيمة.
أتظن أن في هذه المدينة يظهر الليل.
لا أدري، هكذا تصورت الفتاة المسكينة.
كانت في شباك بيتها ترى أشجار البرتقال.
وتأملت سلم البيت المقابل.
وعندما حاولت أن تلف برأسها الصغيرة
كان الموت يجري على شكل طائر.
رصاصة مستديرة
قلبت كل شيء
تحول الجدار لقطع صغيرة من الأحجار.
الرصاصة اخترقت حنجرة الطفلة.
القاتل من بين الشظايا والمحافر.
عينه في خفايا مستكينة
يلتقط الروائح كأفعى
يدور بين الأماكن كمريض كسول يشوي الصدر.
ماتت الطفلة وقبلها مات طفل
وفي الأسابيع الماضية قتلت امرأتان ضلتا الطريق.
ظلت تسيران في مضيق الموت المنصهر.
في حوض الأشراف يبرز في تعز الضحايا.
العنف بركان مقهور.
القتلة يأتون من دون نظارة تقرب الأشياء
وقلوبهم مسكونة بحطم السلطة المفقودة.
يأتون لتعز ليقتلوا
القتل في التعاسة ثقافة الضباع.
هو عبارة عن نار أو أشياء غبية.
في مكان آخر تسمع طلقات الرصاص..
يظهر الغبار.
تجري عجوز تحمل عكازها لا تستطيع أن تهرب من مساحة مفتوحة.
تنظر جسمها يضعف
الدماء تجري في الشارع.
كيف يموت كل شيء في هذه المدينة؟
حتى في هذه الليلة الحارة ينتظر الناس الانتقام.
يهمسون أن القتلة لا ينامون.
يحفرون للموت مساحة بين الزحام.
عندما يقتل القاتل هناك يذهبون للاغتسال.
هو نجسهم المستمر
يتحنطون في أطراف المدينة
يشربون كؤوساً من الشاي
يحلمون ببعض الدماء.
الموت في تعز مقدس عند من يقتل.
ومقدس عند من يحتفظ بأرضه..
مقدس عند الذين يقتلون بابتسامة داخل هذه المدينة.
ويصنعون الموت برائحة الزنجبيل.
وينسجون ثيابهم عند الفجر.
وتصعد أرواحهم مسرعة كالنحل.
تعز هي الثمن وهي كل شيء.
هي القرآن والثورة
هي مدينة أكبر من الزمان والمكان.