مجلة ناشونال انترست الأمريكية تعتبر الحوثيين مشكلة متنامية للأمن الإقليمي
الأخبار المحلية
أستبعدت مجلة ناشونال انترست الأمريكية توقف الهجمات في البحر الأحمر من قبل الحوثيين، إذ أن هذا التوقف تلك الهجمات مرتبط بتوقف الحرب في غزة، و بعد ثلاثة عشر شهراً من عرقلة جماعة الحوثيين لانتقال السفن والملاحة البحرية ،فإن التصعيد الحوثي في الداخل اليمني يزيد سخونة.
وعلقت المجلة أنه بعيد فترة وجيزة من اتفاق إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار ،توجه الحوثيون إلى إنهاء هجماتهم على السفن التجارية، سبق ذلك عبر رسالة بريد إلكتروني إلى شركات الشحن الدولية، وتلاه بيان علني لزعيم الحركة، عبد الملك الحوثي.
ووصفت مجلة ناشونال انترست الأمريكية اعلان وقت عمليات الحوثيبن بإنها كانت ذات أهمية ، لأن العمليات البحرية للحوثيين في المنطقة شكلت ضربة كبيرة للشحن الدولي، وهذا جعل شركات الشحن مضطره على المفاضلة بين ثلاثة خيارات باهضة وهي ترتبط إما الانعطاف حول القرن الأفريقي لتجنّب مضيق باب المندب ، أو دفع رسوم جمركية للحوثيين، أو نقل بضائعهم إلى قوارب أصغر للتخفيف من مخاطر الهجمات.
وتشك المجلة توقف هجمات الحوثيين على السفن فعلى الرغم من أنه لا يزال من غير المؤكد، ما إذا كان المتمردون الحوثيون سيستأنفون إلقاء الطائرات المسيّرة والصواريخ على السفن، غيى أن تركيزهم تحوّل بشكل واضح إلى العمليات المحلية ضد الحكومة اليمنية، والأطراف المشاركة فيها.
وحسب رأي المجلة أنه في حين أدى وقف إطلاق النار في غزة إلى إيقاف هجمات جماعة الحوثي المتمردة على السفن التجارية في البحر الأحمر بشكل مؤقت، إلا أنهم لازالوا يشكلون مشكلة متنامية للأمن الإقليمي.
واكدت أن المجتمع الدولي يتنفس الصعداء بشكل جماعي بسبب إيقاف الحوثيين هجماتهم، التي استمرت ثلاثة عشر شهرًا على حركة المرور البحرية في البحر الأحمر، فإن العمليات المحلية الداخلية للجماعة تزداد سخونة.
ووضحت ناشونال انترست أن الحوثيين يهددون أنهم يحتفظون بحق الرد في استهداف السفن التابعة لإسرائيل، وحذرت من أنها قد تستأنف هجماتها إذا لزم الأمر. ولفتت المجلة أنه في الأيام التي أعقبت إعلان وقف إطلاق النار، ومع إعادة إدارة دونالد ترامب الجديدة تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية أجنبية، اتخذ الحوثيون العديد من الخطوات المقلقة لتعزيز سيطرتهم على الأراضي اليمنية.
وافادت المجلة أنه في شهر مايو الماضي، احتجز الحوثيون 13 موظفًا من موظفي الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية محلية ودولية أخرى، مما أجبر الأمم المتحدة على تعليق الحركة في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون، وإبقاء المنظمة معزولة عن 70-80 في المئة من اليمنيين، الذين يعيشون تحت حكم الحوثيين.
وذكرت أن التقارير تتحدث إلى أن الحوثيين نقلوا آلاف المقاتلين، إلى خطوط الحرب الأمامية في محافظة مأرب.
فيما تناولت أن هذه المنطقة كانت في السابق محوراً للعمليات الرئيسية لجماعة الحوثي ، حيث بدأوا بتنفيذ بعض الضربات، استعداداً لهجوم عسكري أكبر لاحتلال المنطقة.
وكشفت أنه وبالرغم من هذه التطورات العسكرية، فقد أطلق الموالون للحوثيين حملة رسائل تستهدف القبائل المحلية في المحافظة، وضغطوا عليها للتنازل عن السيطرة على منشآت الطاقة الإستراتيجية والمباني الحكومية، والقواعد العسكرية في المنطقة.
وبحسب ما تراه المجلة فقد كان العديد من قادة الحوثيين يتفاخرون بقدوم هجمة أخيرة للاستيلاء على اليمن بأكمله.
ونقلت المجلة من أن أحد المسؤولين إلى حد التحذير علناً من أن الأصول الأمريكية في الشرق الأوسط ، هي في متناول صواريخ الحوثيين إذا استمر الرئيس ترامب في "عدائه" للشعب اليمني. وبالرغم من أفعالهم المزعزعة للاستقرار، وانتهاكاتهم الشائعة لحقوق الإنسان في اليمن، نادراً ما يلقى الحوثيون اهتماماً دولياً كبيرًا إلا عندما تهدد أنشطتهم الاقتصاد العالمي.
وقالت المجلة" أنه ينبغي النظر إلى تحركاتهم الأخيرة ضد الحكومة المعترف بها دولياً، ومجلس القيادة الرئاسي، على أنها جهد إستراتيجي لاكتساب النفوذ قبل مفاوضات السلام المستقبلية، فقد رفض الحوثيون باستمرار الدخول في مفاوضات مباشرة مع مجلس القيادة الرئاسي، غير أنهم قد أفصحوا عن نيتهم باحتكار سلطة الحكم.
وأضافت أن سعيهم المتجدد للاستيلاء على مأرب، أحد آخر معاقل الحكومة اليمنية، من شأنه أن يوسع قاعدتهم الاقتصادية، ويمنحهم إحساسًا جديداً بالشرعية بين ممثلي المجتمع الدولي.
وترى المجلة أن السيطرة على مأرب قد أن يقلل بشكل كبير من سيطرة الحكومة اليمنية على الأراضي المحلية، ممّا يؤدي إلى تآكل مصداقيّتها على المستويين المحلي والدولي. وحسب تقدير المجلة أن المناطق التي سيسطر عليها الحوثيون، ستكون لهاعواقب بعيدة المدى على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. ومن شأن مثل هذه النتيجة أن تعزز موطئ قدم إيران في البلاد، مما يمنح طهران وصولا كبيرا إلى مواقع إستراتيجية جديدة على طول مضيق باب المندب، والحدود مع المملكة العربية السعودية.
ورأت أنه من المرجَّح أن يدفع ذلك الحوثيين خارج حدود اليمن، ويعزز من جهودهم للتعاون مع خصوم الولايات المتحدة الآخرين، بما في ذلك روسيا والصين. وتعود المجلة لذكر تقارير سابقة إلى أن الحوثيين يتعاونون مع حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة في الصومال، كما نشروا قوات لهم في سوريا.
إلى جانب تقارير عن وجود مرتزقة حوثيين يقاتلون في حرب أوكرانيا، وعن احتمالية عقد صفقة من شأنها أن تقوم موسكو بإرسال صواريخ متطورة مضادة للسفن للحوثيين، فضلا عن ادعاءات تفيد بأن الصين تساعد الحوثيين في الحصول على الأسلحة، وهو ما يدل على أن الجماعة تفكِّر إلى ما هو أبعد من العمل مع مجموعة من الجهات الفاعلة الأخرى غير الحكومية.
وفي الوقت ذاته تجد المجلة أنه إذا استمرت الأمور دون تغيير، فإن ما كان في يوم من الأيام تمرداً محلياً سيستمر في النمو كتحدٍ جيوسياسي للولايات المتحدة.
وجاء في التقرير أن هذه الجماعة المتمردة، كانت مجرد فصيل واحد في الحرب الأهلية، في أفقر دولة في الشرق الأوسط، تحوَّلت إلى قوة إقليمية مضطربة. فهي تهدد التجارة العالمية، وتشن ضربات على إسرائيل، وتشكل تحالفات خطيرة مع الجماعات المتطرِّفة لزعزعة استقرار الشرق الأوسط والقرن الأفريقي.