سعيد موظف يخاف انهيار الوضع ليصبح عاجز عن اطعام اطفاله ويقول "الحكومة والرئاسي أكبر انتكاسة لواقع البلد"
الأخبار المحليةأصيل أحمد نعمان |+ اليمني الجديد
يتذكر سعيد عبد الحبيب 60 عام وهو موظف حكومي، الاختلاف الذي برز خلال الخمس السنوات الماضية، عند قياس شكل الانهيار المفجع للعملة الوطنية.
بناء على تقديره وحسابه بمقياس ملاحظاته فقد زاد مستوى فقدان العملة لقيمتها وترجعها إلى أدنى مستوى، لتصل حتى الفترة الحالية لتفقد قيمتها أربعة أضعاف عما كانت عليه خلال السنوات الماضية ،هذا أنعكس عليه بشكل مباشر فعندما كان يحصل على مرتب يصل إلى 80 ريال ،وهو يقاس بالسعودية 500 ريال سعودي ،لكن مع سقوط العملة وصل راتبه الآن إلى ما يقارب 200 سعودي .
يبتسم سعيد دون أن يستطيع أن يفسر ما يجري بالضبط، ويلتفت بعفوية وهو ينظر للشارع المقابل لفرزة القاهرة في عدن ، يبدو عليه الإمتعاض لكنه يعود للحديث " هناك شيئ غريب يحدث في هذا البلد، الحكومة الفاسدة تعتقد أن الراتب فضل من المسؤولين على الموظفين ، وبينما يضع كل مسؤول الراتب الذي يناسبه ويقيس مجهوده ،وما يتطلبه هروبهم في الخارج من احتياج مالي وزيادات ،يعودون ليعتبروا أن الموظف في الداخل لا يحتاج لنفس معاييرهم هم ."
يصف سعيد وضعه المتردي فخلال هذا الفترة يعيش الناس ازمة تكاد تدفعهم إلى فقدان تغذيتهم، فالراتب المتدني إلى جانب أن الحكومة والرئاسي ينظرون بمحدودية لوضع اليمنيين ،حيث يشعرون أن الراتب الزهيد يعتبر منجز فيما يتهرب المسؤولين من قياس ما يعيشه الناس بالفعل، فكل انهيار للعملة يعني أن هناك اتجاه ليفقد الناس رواتبهم فيما تقل حظوظهم في أن تكون الرواتب بنفس القيمة السابقة .
خلال الخمس السنوات الماضية كان هناك قدرة في شراء المواد الغذائية بشكل مقبول إلى حد ما ،وكان هناك قيمة حقيقة للعملة بشكل مناسب أو متوسط الامر لم يكن يحتاج لهم وغم وقلق هكذا " يعبر " لكن تطور فشل الحكومة والرئاسي يكمن أنهم مثلوا أكبر انتكاسة لواقع البلد ،فمنذ وصول معين عبد الملك لرئاسة الحكومة انهار كل شيئ بدأ مخطط أن هناك استهداف حقيقي للواقع المالي والاقتصادي، وعندما تشكل المجلس الرئاسي أتجه الوضع إلى حافة الهاوية
حسب رأيه الناس تنتظر بقلق إلى هذا الوضع ،واليمنيين ليسوا شعب واحد يخضع لسلطة واحدة حتى يتحرك فهناك سلطات متعددة ، وهناك مشاريع لا تعمل من أجل المواطن، وسب هذا الوضع المحزن أنه لا توجد سلطة حقيقة، بل توجد سلطة نهب وصفقات ،وهذه السلطة والحكومة الغرض من وجودها خدمة مشاريع ومصالح المسؤولين .
يقول سعيد " كنت أحصل على راتبي الشهري 500 سعودي في الاربع السنوات السابقة ،عندما كان راتبي 80 ريال ومع انهيار الوضع الاقتصادي بشكل متسارع ،قفزات 500 السعودي إلى 290 ألف، بينما راتبي لا يتعدى 100 ألف ريال، فيما تتجاهل الحكومة هذا الانهيار، وكل مسؤول في هذا الحكومة الفاشلة بمجرد نشاط بسيط يحسبونه بالدولار لكن الموظف لا يستحق أي زيادة .
وأضاف أن طبيعة السياسات الحكومية ترتكز على خدمة طبقة معينة من المسؤولين الفاشلين، والذين يعيشون في الخارج وحتى في الداخل، لكن هناك سياسات ضيقة وانتقائية تقوم بها الحكومة اتجاه عامة الموظفين، الامر الكارثي حسب ما يتحدث عنه ،أن النهب والفساد والمافيا الذي تشكله الحكومة والرئاسي، هو وراء هذا الانهيار المنظم للاقتصاد.