كادت أن تموت في انفجار لغم عند تطوعها في اسعاف الجرحى نوال علي محمد تتخرج من كلية الأعلام جامعة عدن
الأخبار المحليةخالد عبد الله محمد / اليمني الجديد
+عدن
ستحتفل نوال علي محمد بتخرجها من جامعة عدن، بعد أن حاولت تجاوز مراحل من سنوات مضت للخروج من واقع الاصابة والموت، الذي كان يحيط بها ،وكان اقرب اليها من الحياة ،وذلك بعد أن أنفجر لغم في منتصف مايو 2015 .
الأصابة ومحاولة نوال البقاء وتجاوز ظروف الجرح والألم المضاعف، ترك أثره على حياتها ،كانت تجربة مؤلمة ،فنوال عشت في السنوات ما بعد أن الأصابة ،لتبدو أكثر شعوراً أنها لن تعيش طويلاً ،ورغم السفر والعلاج الذي أمضته في الداخل والخارج، إلا أنها ظلت منكمشة على نفسها، حياتها تغيرت وتفكيرها يقودها إلى جانب من ظروف طارئة شكلت حياتها ، وهذا خلق لها حسرة وألم وخيارات استنزفت معظم وقتها، لكنها حاولت استعادة جزء من حياتها ونفسها المفقودة .
أنضمت نوال كلية الاعلام في عدن قبل أربع سنوات في عام 2020 ،وخلال فترة التعليم حاولت أن تصنع شيئ يخرجها من تجربة السفر للعلاج والاصابة ،كانت تعمل على تجاوز أكثر تجربة في حياتها مرارة ، و اعادت التفكير في نفسها وخياراتها، وتوصلت أن التعليم والجامعة والاعلام ،هو الغاية والأساس لتجاوز كل شيئ، لتبدأ خطوتها الأولى ووضعت نوال كل شيئ مؤلم بعيداً عن حياتها الجديدة
التطوع في علاج الجرحى والمقاتلين
تتذكر نوال ما قبل التطوع ،والذي حدث مالم تكن ترغب به، الغم الذي أنفجر بها والذي كاد أن يقتلها ،وهي على سيارة الاسعاف في محافظة لحج.
تعود نوال للحديث عن تلك الفترة "في البداية ومع دخول الحوثي حجيف قبل منطقة التواهي، نزحنا إلى مدينة الشعب أتجهنا في ذلك العام ومع الاشتباكات والحرب عبر البحر ، وأستقرينا في السكن الجامعي، وبعد النزوح بإسبوع دخلت تطوع في مجمع الشعب لمدة شهر تقريباً."
فكرت هي وخمسة من الشباب والبنات أن يلتحقوا ضمن طاقم طبي للاسعاف الميداني ،وواجهت وقتها حسب حديثها لموقع" اليمني الجديد " تعقيدات السبب كما يبدو ، هو في ايجاد سكن أو مقر لمساعدة الجرحى والمصابين ، لكنهم تمكنوا من الإستقرار في مقر "الحرم الجامعي" وأستطاعوا اسعاف الجرحى الذي كانوا يصلون اليهم .
أعادوا التفكير في خيار أخر " بعد ذلك وعند مساعدة المصابين، عند التطوع واختيار مكان للقيام بهذا الجانب ، وجدنا أن العديد بعض الجرحى ، كانوا يصلوا لنا ووضعهم سيئ، بسبب بعد المسافة لكن لم يكن لدينا أي حل، يعني لم تكن في اليد حيله ،وكل ما نستطيعه توفير المستلزمات الطبية ، بشكل شخصي نجمع فلوس ونشتري تلك الأدوية والعلاجات لانقاذ الجرحى بكل الطرق ."
وضعت نوال وصديقاتها واصدقاءها، اقتراح أمام أحد القيادات العسكرية حول مشاركتهم في الإسعاف بشكل مباشر، وبالقرب من جبهات القتال" وضعنا له الفكره وتشجع بها ،ووضع شرط علينا أننا لا نقترب في الخطوط الأمامية ونكون في مسافة أبعد .
الأقتراب من الموت
وفي ذلك العام شاركت نوال في جبهه عدن خاصة في المطار وخور والمعلا ،وأتجهوا إلى جبهه الوهظ في محافظة لحج، ووجدوا تحذير من دخول سيارة الإسعاف والمدرعات في الرمل ، وبدأ نشاطهم الأسعافي من الساعه 7صباحاً حتى الساعه 12ظهراً وفق سياق ما تتذكر و في ذلك اليوم لم يسقط أي شهيد أو جريح.
"في نفس اليوم كان عندي شعور أنه بيصير شيئ وكنت أكلم زميلاتي في باص الاسعاف، ووضح لهن إذا ما صار انفجار ما هي الطريقة للنجاة ،حتى نحمي أنفسنا وضحكت واتمددت على سرير الاسعاف"
لم يمضي وقت طويل بين ذلك التوقع ،حتى حدث ذلك الشيئ ،وصار الموت أقرب إلى نوال بشكل تجسد لها ورأت هي ذلك وأدركته تقول نوال " وماشفت حاجة غير غيمة ظلام لثواني، وأستيقظت اشوف زميلاتي بنفس المكان ،وهن يحاولين ينقذن أنفسهن جراء الإنفجار ، أدركت أنه صار لي شيئ حسيت بالألم .
وصلت إلى مستشفى أطباء بلا حدود ،واعطوها مخدر وأخر شيئ سمعته بكاء واحده من الزميلات، وهي تنادي باسمها نادتها " لا تروحي وتخلينا "
وسمعت بكاء خالتها وهي متخوفة، عن الطريقة التي سوف توصل الخبر إلى أمها، ووصل لها صوت الدكتورة وهي تتحدث أن المصابة دخلت بوضع حرج، وحتى الغد إذا ما صحت ،تكون ماتت فالإصابه كلها في الرئه ؛والرئه متوقفه.
استئصال الطحال وجزء من الرئة
أصرت الدكتوره على نقلها من أطباء بلا حدود ، إلى مستشفى أخر حتى يتوفر" لنوال" تنفس اصطناعي، نقلوها إلى أكثر من مستشفى ،كانت وقتها المستشفيات مليئة بالجرحى والمصابين، ولم يتوفر لها السرير الفاضي، ودخلت بعدها مستشفى 22 مايو ،كانت نوال مغمي عليها لا تعرف أنها نقلت ،وأن هناك قرار لنقلها إلى مستشفى أخر وتحدثت لها عائلتها فيما بعد بكل التفاصيل .
أطلع الدكتور نايف الحدي على حالتها، وأكد أن نوال ما تحتاج تنفس ،ولو وضع لها التنفس كانت حياتها بتنتهي وستموت ،وفي اليوم الثاني أجروا لها عملية استكشافية ،وتم فيها استئصال الجانب السفلي من الرئة اليسرى ، وكذلك استئصال الطحال.
في تلك العملية الجراحية؛ تم خياطة المعدة والامعاء والحجاب الحاجز، واخراج الجزى السفلي من عظام القفص الصدري، واستمرت نوال لشهور لمتابعه رعاية من الدكتور نايف، وأحترقت المستشفى وانتقلوا إلى سكن، تكفل فيه أحد القادة القائد لمدة اسبوع في انتظار السفر للخارج .
وتحدثت نوال " أنتقلت إلى مستشفى البريهي ،وجلست هناك شهر ، عشر أيام كنت في العناية وباقي الأيام في غرفه خاصه، هذا كان بطلب مني لأني وجدت نفسي أقدر أتنفس بدون جهاز ، وفضلت أن يكون السرير الي كنت فيه لمريض اخر قد يكون وضعه أسوأ .
تمت الموفقه لسفرها إلى الاردن ،وسفرت نوال مع أمها كان وضعها الصحي أقرب للتحسن ،وكان هناك التهابات وعلاج طبيعي، لكنها كانت لا تستطيع الوقوف على قدميها ، كانت شبة "المشلولة "وبعدها جاء التجميل في مكان الأصابة
في الأردن حصلت الإنتكاسة
تفيد نوال أنها وصلت إلى الأردن ووزنها يقارب 55 كيلو وخلال أسبوعين ترجع إلى 25 كيلو.
في مستشفى" الجاردنز" هي احد المستشفيات التي قرر وضع نوال فيها وكانت تتلقى العلاج والرعاية فيها ، هناك ما يقارب من 20 عمليه ،ما بين عمليات وهميه ،وتصفية سطحية للجرح من الخارج.
والدكتور حمدي أبو علي كان هو المختص بحالة نوال لثلاثة اشهر، جلست بالمستشفى وحسب ما وضحته لموقع" اليمني الجديد "فقد عانت من الإكتئاب ولم تكن تستطيع مقابلة أحد.
في أحد الأيام وفي الأردن طلبت نوال من والدتها الإنتقال إلى مستشفى أخر ،ووجدت القائد التي كانت تعمل في الإسعاف ،ضمن فريقه في لجنه سعوديه وأنتقلت إلى مستشفى الاستقلال وأستقبلها دكتور أسمه فواد .
واخذت نوال تحكي انتقالها إلى مستشفى أخر في الأردن وسماعها من الدكتور أن لديها خيارين :الاول تعمل العملية ونسبه نجاحها 10٪ يعني يمكن تموت ،والتاني تجلس بنفس الوضع وكذلك هي لن تدوم طويلا ،وكذلك هي سوف تموت وقال لهم : ولكم الاختيار.
وفي اليوم التالي أجرت العملية لنوال، ونجحت ،وظلت تتلقى العلاج والعناية من الالتهابات التي كانت موجودة فيها
ووضع الدكتور اهتمامه على متابعتها كل اسبوع وترك" السيش تيوب "داخل الرئه من أجل اخراج الهواء وأجري لها أشعه وتحاليل حتى يعرف ظروف الالتهابات ونجاح العمليات لكنه تحدث إلى حاجتها للسفر لدول متقدمة.
توقف الدعم من التحالف في أحد السنوات في علاج الجرحى ،وحدث أن انتقلت نوال إلى مستشفى الهلال الاحمر الاردني ،وحسب ما تتذكره " كل ما أستطيع أن أصفه، هو كيف كان الطب في مستشفى كان كادرها مؤهل على الاسعافات الأولية "؟
وأجري لها عملية أخرج سوائل التي في الرئه اليمين ،وعملت العملية وكادت أن تفقد حياتها، وظلت ثلاثة اشهر في المستشفى وحصل لنوال نزييف حاد وقتها، ثم انتقلت إلى دولة السودان من أجل اخراج جوزات للسفر الى الهند،
وأستمرت لما يقارب ثلاثة أشهر .
في الهند استقبلها المندوبين وخلال فتره ما تقرب 20 يوم، كانت تزور اطباء كثر ،وأخترت طبيب حدد لها العمليه وهي محددة ،في تنظيف وقشاطة الرئه، حتى تعود لوضعها الطبيعي.
حدث اجراء العملية واستمرت العملية حوالى8 ساعات تقول نوال " توقف قلبي واستخدم الصادم الكهربائي لي انعاش" خرجت من العملية بسلام الى العناية ،لمدة اسبوع وبعدها انتقلت إلى الغرفه الخاصه ،وظلت شهر ونصف في المستشفى وخرجت بعدها، من أجل العمليات الأخرى ،العلاج الطبيعي المخصص للحركه
بعد شهر عملت نوال عمليه زراعة الشبكه للأمعاء ،وأجرت عملية زراعة صفيحه بدل الرئه المستأصله ،حتى ما تتكون سوائل مستقبلا ومن ثم عملية التجميل.