في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا مناهج تعليمية مخصصة للإطفال تعقيدات وغياب للمعايير وتحطيم للعقول والأفكار

الأخبار المحلية
اليمني الجديد - خاص

جميل عبد الرحمن / اليمني الجديد

المناهج الدراسية في مناطق سيطرة الحكومة المعترف به دوليا ، تمثل أحد أخطر المناهج التي تحطم قدرات الطلاب، سواء في المراحل الأولى أو المتوسطة والنهاية، بل أن هذه المناهج تضع اعاقات ذهنية وقتل لواقع الطلاب، في الخروج من متاهات مناهج هزيلة وعلى درجة عميقة من الضعف.

فالمناهج لا تحتوي على أفكار جديدة ومعرفة علمية تقوم على دراسات وخطط تخصصية ، وذلك لزيادة تطوير مهارات الطلاب بناء على الواقع العمري، والأدوات العصرية والحديثة والتي لها ايجابياتها وواقعها النفسي وتعزز من امكانية الاطفال ، وتعتمد على استراتجيات دولية حديثة في التعليم ، بقدر ما صارت هذه المناهج جزء عقيم تلحق الضرر بالطلاب اليمنيين والاطفال، وصناعة التعقيدات النفسية والتحليلية أمامهم .

يضع المناهج الدراسية شخصيات لا تتمتع بالخبرة الكافية في اعداد المناهج والأفكار والمحاور ضمن مناهج علمية وخطط وبحوث.

تعمل الحكومة المعترف بها في عدن على تشكيل مناهج لا تقوم على خطط ،ولا تحتوي على منظومة فعالة ،تساعد ذهنية الاطفال والطلاب للخروج بحصيلة تعليمية وقواعد للفهم، بقدر ما أصبحت هذه المناهج معطلة ومعقدة للواقع التعليمي، وتؤدي في النهاية إلى عرقلة قدرات الأطفال وشل تفكيرهم، لما تقوم به من اشكال معقدة تقليدية غير واقعية أو حديثة.

كما أن لجان وضع المناهج والتي تقوم بإختيار طبيعة المناهج والموضوعات، والجوانب المرتبطة بمختلف أنواع هذه المناهج؛ سواء في الرياضيات والجوانب الأجتماعية والدينية ،لا خبرة لها ، كما أن وضع هذه اللجان من أكثر الأخطاء في وجود هذه المناهج الضعيفة التي تدمر عقليات الطلاب .

مناهج مدمرة

يعتبر عبد الحليم ردمان وهو متخصص في الجوانب التعليمية، أن المناهج الموجودة الآن، تكشف طبيعة ما يخطط للتعليم من تدمير ،كما أن التعليم لم يعد يحتل الأهمية القصواه من المراجعة والتقييم .

منهج القراءن الكريم وعلومه ،للصف الثاني الابتدائي يحتوي على واقع من القصص الانشائية، الغير مفهومة والتي لا تناسب الأطفال ونفسيتهم وفئتهم العمرية.

وأعتبر ردمان أن واقع التعليم وطبيعة المناهج التعليمية ،تشكل كارثة لأنه لا توجد لجان متخصصة في تطوير قطاع التعليم، مع وجود قوى تعمل على خلق تعليم ردئ ومستغل وعقيم،  إذ أن واقع التعليم في مناطق سيطرة الحكومة المعترف به تهيمن عليه قوى ؛هي من تتسبب بكل هذا الضعف وهي وراء هذه الكارثة التعليمية.

وقال عبد الحليم ردمان " المناهج التعليمية في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها، لا تؤدي أي دور في ترسيخ الفهم والمعلومة لدى الطلاب ،إلا أنها تزايد من اضعاف الطلاب في فهم طبيعة الفكرة ،كما أن أساس هذه المناهج تقوم على شكل من التخلف والجهل ،والتعمد في ممارسة نوع من وضع مناهج لا تقوم على خطط أو أي استراتيجية .

غياب استراتجية تعليمية

التعليم في اليمن بشكله العام هش، وهناك استثمار لهذا الوضع لابقاء التعليم بهذا المستوى، وتبدو الاشكالية وفق الخبير التعليمي ياسين أحمد الكرمي خاضعة لفساد سياسي، وأطراف هي من تفرض وجودها عليه ، مع غياب اي توجه للقضاء على مافيا هي من تهيمن على الواقع التعليمي ؛بشقيه البشري والمالي والمناهج والتخطيط.

يتم صياغة مناهج تعليمية لزيادة الاعياء والارهاق والضعف في ذهنية الطفل " مادة الرياضيات " للاطفال في المرحلة الأساسية.

و قال ياسين أحمد "تحرير التعليم من سيطرة الاطراف التي تسعى إلى تجهيل الاجيال اليمنية يبدو صعب ، هذه القوى العميقة هي تتحكم بتفاصيل واقع المجال التعليمي ،وهي من تعطل أي قرارات لانتزاع التعليم من بين يديها، بل أن هذا القوى لها امتدادات وتشعبت، وما ضعف المناهج إلا جزء من اشكالية كبيرة وهي استنزاف الاجيال اليمنية، وتدمير وجودهم ومعارفهم ومستقبلهم .

وأضاف ياسين أن واقع وفعالية المناهج التعليمية ،في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها ،يثبت أن من يقومون بإعداد هذه المناهج؛ متخلفون، ومعقدون ،وليس لديهم خبرة في وضع مناهج حقيقية ، لإنهم يضعون مناهج لا تخضع إلى أي معيار بل تدمر عقلية الاطفال وتصنع الشتات والتخلف والفوضى.

ولفت ياسين أن الدول المتقدمة عندما تضع مناهج تقوم على العديد من الاحتمالات والتجارب، وتخضع المناهج الدراسية للتقييم؛ حتى أن المناهج المعدة للاطفال في المراحل الاولى تكون مهمة وحساسة وتناسب واقع الطفل نفسياً وعقلياً .

مناهج تفتقد للمعاييرية

يجد العديد من الخبراء والمختصين في الجانب التعليمي ،إلى أن واقع المناهج لا يقوم على خلفية علمية أوبحوث أُُستوعبت ضمن المناهج ،بقدر أن هناك حشو لا يعتمد على أي فائدة في الاعداد لهذه لمناهج، والتي لا ترتبط ضمن أي سياسية للتطوير في الواقع التعليمي والمنهجي .

يصف عبد العظيم عبد الله وهو أكاديمي يمني ، طبيعة المناهج التي يُعتمد عليها في التدريس ، وكذلك الإستمرار في الابقاء عليها في الواقع التعليمي ،فهذه المناهج ذات خلفية تعمل على التجهيل و تخلق الفوضى في عقلية الطلاب في كل المراحل وخاصة المراحل الأولى، وهذا له تداعيات كارثية، ويتطالب احداث تغير في شكل المناهج ،وعدم الاعتماد على من يقومون بتأليف هذه المناهج ، أو من يقوم بالمراجعة والتعديلات إلى جانب الأخراج الفني .

المؤلفون للمناهج التعليمية للاطفال ، وكذلك مناهج العديد من المراحل لا يقوم على مختصين وضمن دراسات وابحاث بقدروما صار تأليف المناهج يقوم على العشوائية وانعدام الضوابط والمعايير

وقال الاكاديمي عبد العظيم " أن عرض هذا المناهج ووضعها ضمن أي تقييم تربوي وتعليمي ، وكذلك مدى مطابقتها للظروف وطبيعة ما سوف يحصل عليه الطلاب من فائدة، إلى جانب خضوعها للدراسات والبحوث سواء في النطاق التربوي والنفسي والاجتماعي، فإن هذه المناهج تحمل بعد له ضرر كبير وتدمير واسع ،ويجب تغير هذه المناهج ومن يؤلفها والجهات التي تقف خلف هذه المناهج ."

وأضاف أن المناهج الموضوعة فيها سلبيات وحشو كبير ،كما أنها لا تؤدي أي مهمة أو وظيفة ،ويجب انقاذ الطلاب من شكلها ومضمونها ،لإنها لا تخدم واقع البناء التعليمي وتنمي مهارات الطلاب وسلوكهم .

زر الذهاب إلى الأعلى