شبكة الأنذار المبكر المعنية بالمجاعة تحذر أن أزمة الأمن الغذائي في اليمن ستستمر دون تحسن.
الأخبار المحليةقالت شبكة الإنذار المبكر المعنية بالمجاعة، أن أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن سوف تستمر دون أي تحسن. وقالت الشبكة إنه من المتوقع أن يحتل اليمن المركز الثاني في قائمة 31 بلداً تغطيها الشبكة، في معدل عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات غذائية وإنسانية عاجلة بحلول شهر أبريل (نيسان) 2025، بعد السودان، وتليهما الكونغو الديمقراطية ونيجيريا وإثيوبيا.
وشبكة الإنذار المبكر من المجاعة، المعروفة باسم FEWS NET (Famine Early Warning Systems Network)، هي مبادرة دولية تهدف إلى تقديم تحليلات ومعلومات دقيقة ،حول الأمن الغذائي في الدول المعرضة للجوع أو المجاعة تم تأسيس هذه الشبكة من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في عام 1985 بعد المجاعات التي حدثت في إفريقيا.
ويقع مقر شبكة الإنذار المبكر من المجاعة (FEWS NET) في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة، ولكنها تعمل في العديد من الدول عبر مكاتب محلية وفروع إقليمية في مناطق مثل إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
وتعمل الشبكة بجمع البيانات وتحليلها حول الظروف المناخية، وأسعار المواد الغذائية، والظروف الزراعية والاقتصادية لتحديد المناطق الأكثر تعرضًا لخطر نقص الغذاء، وإصدار تحذيرات مبكرة لتفادي الأزمات الغذائية والمجاعات.
وأفادت الشبكة أن عدد اليمنيين الذين بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية إنسانية في مارس المقبل، عند حدود 19 مليون شخص، وهو ما يعني أن أكثر من 55 في المائة من السكان بحاجة إلى هذه المساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة، بحسب التقرير.
وحذرت الشبكة إلى أن استمرار الظروف الاقتصادية السيئة، وفرص كسب الدخل المحدودة على مستوى البلاد، سيؤديان إلى انتشار واسع النطاق لانعدام الأمن الغذائي، على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل لانعدام الأمن الغذائي)، أو نتائج أسوأ في معظم المحافظات.
ووضحت أن أسرة واحدة على الأقل من بين كل 5 أسر تواجه فجوات كبيرة في استهلاك الغذاء، مصحوبة بسوء تغذية حاد مرتفع أو أعلى من المعتاد.
وتعتقد شبكة الإنذار المبكر من المجاعة، أن استمرار برنامج الأغذية العالمي في توقيف توزيع المساعدات الغذائية، بالمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في شمال اليمن، فإن السيناريو الأكثر ترجيحاً، أن تظل هذه المناطق تعاني من تفاقم حاد لأزمة انعدام الأمن الغذائي، على مستوى الطوارئ (المرحلة الرابعة) حتى أبريل (نيسان) المقبل.
وبينت البيانات أن أسرة واحدة من كل 5 أسر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ستواجه فجوات شديدة في استهلاك الغذاء ، مما سيؤدي إلى سوء تغذية حاد شديد أو زيادة في الوفيات، طوال فترة التوقع.
ولفتت أن العدد الإجمالي للمحتاجين للمساعدات الغذائية في البلدان التي تخضع لمراقبة شبكة الإنذار المبكر للمجاعة، يتراوح بين 130 و140 مليون شخص، وأن 10 في المائة من هذا العدد يتركز بشكل أساسي في السودان واليمن والكونغو الديمقراطية.
وتوقعت الشبكة أن تسهم نيجيريا وإثيوبيا وأفغانستان وجنوب السودان، بنسبة تتراوح بين 5 و9 في المائة من إجمالي احتياجات المساعدات الغذائية.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية أن الفيضانات التي نتجت عن الأمطار الغزيرة في أغسطس (آب) الماضي، خلال ذروة موسم الخريف في اليمن، ألحقت أضراراً جسيمة بالمجتمعات الزراعية في المرتفعات الغربية والمناطق المنخفضة. وأوضحت أن اليمن يواجه عواقب وخيمة على الأمن الغذائي والاقتصاد بشكل عام بسبب الأضرار الناجمة عن الفيضانات.
التقرير تطرق إلى المنطقة المتضررة من الفيضانات والتي تبلغ 341.296 هكتاراً، بينما كان تأثير الفيضانات في المناطق الحضرية والريفية (مناطق الاستيطان) بمساحة 217 هكتاراً.
ويصل عدد السكان المتضررين بشكل مباشر 210.084 فرداً. وتم تحديد الأراضي الزراعية المتضررة بمساحة 98.726 هكتاراً، بما في ذلك المحاصيل العشبية، والمحاصيل الشجرية، والبساتين، وأشجار النخيل.
وبشأن تأثير الثروة الحيوانية، تضرر 279.400 من الأغنام والماعز، كما طالت الأضرار الجسيمة البنية التحتية مثل قنوات الري ومرافق تخزين المياه، مما أعاق جهود التعافي.
وتوقعت المنظمة الأممية أن يؤدي فقدان المحاصيل وانخفاض الدخل الزراعي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحالي في اليمن، وهو أمر بالغ الأهمية بالفعل بسبب الصراع المستمر وعدم الاستقرار الاقتصادي.