النحل في اليمن على وشك الانقراض في ظل الحرب والانقسام والركود الاقتصادي
التحقيقات
■ عبد الرب الفتاحي | اليمني الجديد
يتأثر مربيو النحل بالوضع السياسي والاقتصادي في اليمن، حيث انعكس انهيار الوضع المعيشي وزيادة التكاليف ، إلى جانب العوائق في التنقل بين اليمنيين ،خاصة بين المناطق التي تخضع للحكومة الشرعية ومناطق سيطرة الحوثيين، ليفرض ذلك واقع جعل مربي النحل يمرون بتعقيدات كبيرة، ولم يقف الامر عند مربي النحل.
بل تأثرت النحل ولم يعد هناك قدرة في امتلاكها والاستمرار بتربيتها ،خاصة وأن النحل بحاجة إلى التنقل المستمر وتوفير مادة السكر لها في المناطق التي لا تتوفر فيها المراعي، وذلك لتعويضها وزيادة انتاجها .
فقد أرتفع سعر" الجبح "النحل الخلية، ويقصد بها الصندوق الخشبي الذي تسكن به النحل وتكون مملكتها ، إلى ما يقارب 70 دولار بعد أن كان في فترة قبل الحرب بسعر أقل ،فيما قل انتاج العسل ولم تعد كميات العسل متوفرة بشكل كبير، كما انخفض انتاج العسل مقارنة بالسنوات والعقود الماضية .
يرجع خبراء ومربيين العسل أن هناك انخفاض كبير في عدد النحل، ولم تعد تربيتها مشجعة ،حيث أن الكثير من الذين كانوا يملكون العسل ويتأجرون بها، شعروا بالخسائر والتكاليف ،ولذا أختاروا بيع النحل.
فيما هناك من خسر العديد من مئات أو آلاف الصناديق التي كانوا يمتلكوها هو "الاجباح " بسبب أهمالها أو عدم القدرة في نقلها أو شراء السكر لها ،فالنحل لديها حساسية كبيرة اتجاه الكثير من الظروف، وهي لا تقبل الاهمال وعدم الرعاية وتوفير ما تحتاجه من الحماية، إذا أن النحل تحتاح لرعاية اليومية وتوفير السكر، وكذلك الحماية من الدبابير إلى جانب تجنيب النحل المناطق التي يزرع فيها القات حيث تستخدم السموم وهو ما يؤدي للقضاء على ما يقارب ثلاثي النحل .
النحل اليمني في خطر
انخفاض انتاج العسل في اليمن إلى جانب انخفاض عدد النحل ،يمثل مؤشر على مدي ما يحيط بالنحل من مخاطر، فالحرب دمرت واقع النحل كليا ،حيث أصبح من الصعب نقل النحل في اليمن مع واقع التقسيم السياسي والاقتصادي والمالي إلى جانب غياب الامن وانتشار الفوضى في العديد من المناطق اليمنية وزراعة والالغام وزيادة التكاليف في نقلها وتموينها ،إلى جانب توفير التغذية للنحل والاستمرار معها وتنظيف محيطها .
يرى ردمان علي جازم خبير في النحل وتربيتها ،أن تربية النحل ليس عملية سهلة ،هي عمل صعب ومكلف ويحتاج للصبر والخبرة ،كما أن هذا النشاط يحتاج للذكاء والمرونة إلى جانب توفر الجانب المادي لدى من يربي النحل ،وكذلك وجود وسائل للنقل تكون خاصة بمن يقول بتربية النحل إذ أن مثل هذه العوامل صارت جانب اساسي لنجاح أي مربي .
في كل عام تفنى الكثير من النحل، احيانا تقدر بالملايين في اليمن يرتبط مثل الجانب بعوامل عدة، حيث تمثل السموم التي تستخدم في القات على أنها أكثر ما يقتل النحل، فعند استخدام المبيدات الحشرية " السموم" تقوم النحل بمحاولات للحصول على المراعي، وعندما تجد الازهار والاشجار التي تفضلها داخل الاراضي التي يزرع فيها القات فإنها تختارها وبمجرد أن تقوم بتناول رحيق الازهار المسمومة أو يلتصق بجسدها تموت وهناك عدد هائلة تفني بشكل متسارع وفي أوقات محدودة
يقول ردمان " هناك تراجع لعدد النحل اليمني ،كما لا توجد ثقافة حقيقية للنحاليين اليمنيين، فكل مايقوم به المربيين من تربية للنحل يقوم على جانب مادي بحت ،لا يهمهم حياة النحل بقدر ما يهمهم الحصول على العسل، ولا يراعون ظروف النحل والمخاطر التي تهددها ،وعندما يحصلون على العسل ذات الجودة العالية يقللون من الاهتمام بها ،ويجعلوها تلاقي مصيرها في الموت والفنى دون أن يقوموا بإعادة تأهيلها "
الحرب وتأثيرها في انهاك النحل
فقد العديد من المربيين ومالكي النحل الرغبة في امتلاك النحل بل اتجاه الكثير منهم إلى التخلي عنها فيما ترك مالكي النحل في شمال اليمن الاتجاه إلى المناطق الجنوبية وكذلك النحاليين في المناطق الجنوبية يتخوفون للانتقال إلى المناطق الشمالية .
تتنوع المراعي والاشجار في العديد اليمنية، والتي تعتمد عليها النحل في انتاج العسل، فهناك عسل السدر وينقسم إلى انواع كثيرة الدواعني في حضرموت وهناك عسل السدر في شبوة إلى جانب انواع من عسل السدر التي تنتشر في تعز ولحج ومناطق من محافظة أبين .
وهناك عسل السمر والصربي والمراعي وغيرها من أنواع العسل، فلكل منطقة في اليمن عسلها الخاصة، وفق طبيعة الاشجار التي تتميز بها ،وهذا ما جعل اليمن مصدر متنوع وغني بأفضل اجود العسل .
اكرم عبد الغني مربي و خبير في النحل يعتبر أن النحل في اليمن له صفاته ومميزاته، حيث يتميز بالقدرة على التحمل، كما أن اليمن فيها جو وتضاريس متقلبة ،يعني ليست ثابتة فحيانا يجد النحل كما وفير من الزهور والرحيق، لكن في سنوات اخرى سيمر بمرحلة صعبة وقد لا تثمر أو تزهر الكثير من الاشجار بسبب الجفاف وكذلك سقوط المطر في وقت بزوغ الازهار ما يؤدي إلى اسقاطها .
ووصف أكرم النحل في اليمن بإنه سيئ فالحرب دمرت مخزون كبير من النحل وافقدت المربيين الرغبة في امتلاكها حيث أن اليمنيين قلت قدرتهم في تربية النحل والاحتفاظ بها لمدة أطول كما أن اليمنيين مع وضعهم المعيشي الصعب والمعقد لم يعد لديهم القدرة لشراء العسل وهذا قلل من استخدامه .
وقال أكرم" النحل ثروة لإنها تنتج العسل الاجود على مستوى العالم، ولذا هذه الثروة مع هذه الحرب صارت تتلاشى، لإن تعقيدات كثيرة صارت تدمر النحل وبيئتها الخاصة ولم يعد هناك امكانيات إلى جانب أن الاوضاع السياسية والاقتصادية دمرت النحل التي تحتاج إلى تكاليف تغذية وتنقل وكذلك تكاليف ترتبط بالمربي الذي يجب أن يكون بقربها وحمايتها .
وأضاف أن الاوضاع في اليمن غير أمنه لتنقل النحل من المناطق التي تخضع للحكومة المعترف بها، إلى المناطق التي تخضع للحوثيين ، إلى جانب أن العديد من الاراضي والمساحات في اليمن صارت ملغمة ،كما أن عامل الصرف المرتبط بالجانب الاقتصادي والمالي مع ووجود عملتان واقتصادان له تأثير وتكاليف على مالكي النحل، والذي يجعل تربيتهم للنحل غير مربحة بل تتسبب بخسائر عليهم .