نزلاء مستشفى الأمراض النفسية في عدن يعانون من انعدام التغذية وانهيار الإدارة والعبث بميزانية المستشفى.

التحقيقات

حاتم علي / اليمني الجديد

تحدث أحد الموظفين في مستشفى الأمراض النفسية والعصبية في عدن ، أن واقع المستشفى المختصة بالمرضى النفسيين في عدن، متردية بشكل غير مسبوق، وأن السنوات الثلاث المقبلة لن يكون في المصحه أطباء ، فعدد الأطباء التابعين للمستشفى انخفض إلى 3 فقط ،وهناك طبيب واحد تابع للجامعه يداوم الاثنين وثلاثاء، بينما تفتقر المستشفى إلى الباحثين ولا يوجد ممرضين جاهزين.

 

الأمر لا يقتصر عند هذا الحد كما تتحدث المصادر" لليمني الجديد"، بل أن هناك اهمال متعمد يجري في المستشفى مع انعدام التغذية الجيدة والنظافة ،وتوفير المياة واصلاح مولد الكهرباء، أو وضع منظومة طاقة شمسية لتزويد المستشفى بالاضاءة .

في الفترة الأخيرة أفادت المصادر "أن المرضى النفسيين   ،صاروا يعانون من الاسهالات، وحالات الكوليرا إلى جانب انطفاء الكهرباء .
ويروي الموظفين ظروف المستشفى في الأيام الماضية ، مع انقطاع الماء ،فيما مدير المستشفى الذي عين في الشهور السابقة ، لا يأتي غالبا ، حيث أنه يعمل مديراً لمرفقين هما ؛مجمع الميدان ومشفى الأمراض النفسية ،ولا يلتزم بقواعد العمل الرسمي في مستشفى الأمراض النفسية، حيث أنه لا يأتي ولا يقوم بتأدية عمله فيها.

تدني عدد لموظفين وتسريح بعضهم

يصل عدد المتطوعين في المستشفى إلى  30 موظف، منهم الأداري ومنهم الممرضين ،وفي الشهور الأخيرة قامت الإدارة الجديدة ،بتسريح عدد من الممرضين ووضعهم في منازلهم ،ضمن حملة تسريح قسري قامت به الإدارة الحالية، والتي عينت في 24 سبتمبر 2024  وهذا  ما فاقم من وضع المستشفى وعرقل عملها ووظيفتها .

يوجد متطوعين لكنهم لم يحصلوا على درجات وظيفية منذ 98 ،وبعضهم توفى ،وهناك من اختار البحث عن عمل أخر، يعيش عليه وأتجهوا لإعمال مختلفة، رغم أنهم قضوا سنوات في العمل في المستشفى براتب زهيد وضعيف ، كما أنهم ظلوا طوال السنوات التي عملوا بها دون وظيفة أساسية ،يعتمدون عليها رغم عملهم لسنوات، فلم يحدث توظيف للمتطوعين رغم ضياع أعمارهم .

يقول أحد الموظفين" ما نحصل عليه من النوبة و الحوافز قليلة جدا، تصدق أننا أستلمنا حق علاوه نوبه ل3 اشهر 12 الف فقط"

ويضيف أن وضعهم سيئ، فهم خلال الشهريين الماضيين من دون حوافز ولاعلاوه نوبه، ومخصصاتهم تم سحبها في الأسابيع الماضية، وتبلغ 17 مليون دفعه أولى.

النقص الحاد في عدد الممرضين في القسم ،يبدو أخطر ما تمر به المستشفى في هذه المرحلة ، فعدد المرضى يتجاوز 110 أحيانا يزيدون وأحيانا ينقصون ، فيما يقوم مناوب واحد بكل الأعمال والانشطة والمتابعة وحسب .

ميزانية كبيرة لا تصل للمستشفى

تبلغ الميزانيه التشغيليه للمستشفى 34 مليون ، كما أن الميزانيه المخصصة لها كل شهر ،هي 15 مليون ريال في الشهر وهذه تسمى الميزانية الصغيرة .

بعد كل 3 أ شهر تدفع لإدارة المستشفى ميزانيه تقدر 45 مليون ريال وهذه تسمى الميزانية الكلرى ، وهناك ميزانية  أخرى تدفع شهريا، وتصل إلى 35 مليون، وتسمي الميزانية الصغيره.

تبلغ ميزانية التغذية في الشهر 6 مليون، فيما النظافه خصص لها 2 مليون وخمس مئه ألف ريال واالصيانه 5311200 خمسمائة وواحد وثلاثون ألف ومائتان، في المقابل فإن ميزانية الأدوية أثنين مليون ريال شهريا.
إلى جانب المساهمه ، وهي رسوم الترقيد ورسوم التقارير الطبية ،والغرف الخاصه ورسوم المعاينة.

وحسب ما أكدته المصادر "لليمني الجديد" فإن المصحة تقدم الأدوية للمريض و الواجبات و النظافه ، ورسوم الترقيد 20 ألف للأدوية إلى جانبه ما يدفعه أهالي المرضى من أموال  لعلاجات تجارية يتم شراءها من الصيدليات الخارجية ،بالإضافة إلى رسوم التقارير الطبيه 30 الف ريال.
وذكر موظفون في المستشفى ،أن هناك رسوم وأموال يدفعها اقرباء النزلاء والمرضى كل شهر .
منها رسوم الترقيد 20 ألف ،والفحوصات 10 ألف في مختبر المصحة، وقامت الإدارة الجديدة بتحديد رسوم الفحص الشهري ،مع أن الإدارة السابقة كانت تحدد سعر الفحص في البداية مع مجانية الفحص الشهري.

كما تحصل المستشفى على 2500 لتر ديزل شهريا من منظمات الصحة العالمية، فيما يعيش النزلاء في ظلام  في الداخل مع انقطاع الكهرباء، حيث لا يُوزع الديزل على مولد المستشفى، ولا يتم استخدام المولد لصالح المستشفى، بينما يتم الإستيلاء على مادة الديزل

خلال الأيام الأخير كشفت مصادر على استمرار انقطاع التيار داخل المستشفى، دون أن تتحرك الإدارة لتشغيل المولد الخاص، في ظل استمرار دعم منظمة الصحة للمستشفى بالديزل.

رغم ميزانية المستشفى الكبيرة ،إلا أن الإدارة لا تعمل على  توفير احتياجات المرضى ،كما أنها تحاول عدم تنفيذ أي تحسين في الجانب الغذائي، وتغيب وسائل وأدوات النظافة، مما يجعل ظاهر هذه الميزانية ،أنها لا تصل إلا بمقدار ضيئل، فيما لا توجد أنشطة رعاية للمرضى ،واهتمام بظروفهم المادية وتوفير متطلباتهم الغذائية.

تقدم الجمعيات الخيربة كل ما يحتاجه المستشفى من الارز والزيت والصلصة ولا تتفق الإدارة أي مخصص في التغذية

اهمال واقع المرضى وعدم توفير الأثاث

يكشف أحد الموظفين أن السعه السريرية لكل قسم في المستشفى هي بحدود 24 مريض، لكن سياسات العمل المعتمدة تتجاوز ذلك، و يتم إدخال المرضى بطرق عشوائيه ،من أجل زياده الدخل للقسم للحصول على أموال جراء.

ويرى مختصون أن السعة المفروضة 24 فقط حسب نظام القسم، إذ أن القسم عباره 6 جالات، وكل جاله فيها اربعه أسره لكل مريض سرير ،وهذا هو نظام القسم.
والجالة حسب ما تحدث به مختصون في المستشفى ،هي عبارة عن غرفة كبيرة تتسع لأربعة مرضى ،ويوجد ثلاثة أقسام للرجال وقسم للنساء المصابات بأمراض نفسية وعصبية.

وكشفت الموظفون أن أغلب الأسره بدون فرشان ولا بطانيات ولا وسادات، بالإضافة أن السعه السريريه لكل قسم 24 مريض ،إلا أن الإدارة تدخل المرضى بطرق عشوائيه ،من أجل زياده الدخل للقسم والمستشفى .

بالإضافة أن الإدارة لا تقوم بتوفير البطانيات والطراريح، كما أن المرضى الذين يأتون من خارج عدن، يجب على المستشفى أن يوفر لهم الملابس، وهذا لم يحدث بل يظلون على ملابسهم، دون أن يجدون أي اهتمام .

قد لا يقتصر الأمر في عدد النزلاء في المستشفى والذي يصل إلى 121 ،واحيانا ينخفض العدد واحيانا يرتفع، لكن في كل الاحوال فإن ارتفاع أو انخفض عدد المرضى ،فإن وضعهم سيظل سيئ ،و يبقى على ما هو عليه، فالنزلاء يعيشون على أدنى مستويات الإهتمام بهم وتوفير الرعاية لهم.

لم توفر الادارة السابقة والجديدة اثاث جديدة للمرضى، فهم يعيشون ضمن ما هو محدد لهم ،دون أن تتكفل الميزانية الكبيرة ، بشراء ما يحتاجه المرضى من بطانيات وطرواحات وملابس.

تغذية سيئة ومحدودة

ما يحصل عليه نزلاء ومرضى مستشفى الأمراض النفسية والعصبية في عدن لا يكفي، فيما يرتبط بالتغذية أو الوجبات المخصصة لهم ،سواء الافطار والعشاء، وغالبا تتكون من الفاصوليا والروتي، ونادرا ما يحصلون على بيض.

فما يتم توفيره من الروتي المخصص للمرضى لايكفي لاشباعهم ، وكذلك الدجاج يتم طباخة عقدة الدجاج فقط كل يوم، فيما النزلاء يجب أن تخصص لكل واحد منهم ربع دجاج في واجبة الغداء يومياً، فترة العصر يفيد مختصون أنه من الضروري أن يكون هناك وجبة غذائية أخرى اضافية ، إلى جانب حاجة المرضى للفواكهة والخضروات بعد وجبة الغداء.

ورغم واقع التغذية المحددة والضعيفة ضمن السياسات التي تتبعها الإدارة ،فهي لم تقوم بإجراء تحسين على واقع التغذية ،مثل البيض التفاح العصائر ، حتى  ولو كان كل يومين إلى ثلاث أيام في كل أسبوع .
وتخصص للمستشفى 10 حبات دجاج كل يوم ،لعدد كبير من النزلاء في وجبة الغداء و احيانا يتجاوز المرضى 120، وذلك في محاولة للإستيلاء على مخصصات التغذية والدجاج ، ومن أجل الأكتفاء بهذا العدد دون زيادة كميات الدجاج ، لذا اختارت الإدارة  اعتماد العقدة كوجبة يومية، حتى لا يحصل كل مريض على ربع حبة دجاج .

لا تكفي الوجبات لقلة حجمها وكذلك عدم توفير اللحم والسمك
بما يتناسب مع ما يحتاجه المريض من طعام وكذلك العدد الكبير الموجود داخل المستشفى

يقول أحد المصادر " يعتمد المستشفى في توفير التغذية للمرضى سواء أرتبط الأمر بالمواد الغذائيه والتي تأتي فاعلي الخير، من مؤسسة يمان ، حيث تتكفل هذه المؤسسة بتوفر الكميات التي تحتاجها المستشفى لمدة 3 أ شهر، فهي توفر  الزيت ولأرز والالبان والفاصوليا والجبن وللصلصة.
وأضاف أما طلبات التغذية الأخرى؛ كالخضار والاسماك، فهي تأتي من بلديه الشيخ عثمان فقط فهم يقومون بتوفيرها.
أما الروتي التي يخصص للمستشفى، فإنه يأتي من أفران الخير، ويتناول المرضى أغلب ايام الاسبوع دقة أو سمك من البلدية ،إلى جانب ما توفره من البطاط والطماط والبصل والتفاح والبرتقال ،والتي تتكفل بها بلدية الشيخ عثمان.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى