ديمومة الصراع والفساد والتدخلات الاقليمية أدت لزيادة أعباء الحرب وضغوطاتها على اليمنيين
التحقيقاتتقف اليمن في حالة هشة مع غياب القرار السياسي والإقتصادي، وهذا ما ساهم في اطالة مدى الحرب وفرض عبث في الداخل، لصالح الأجندة والخيارات الاقليمية، وفي ظل عدم حسم اليمنيين لظروف الصراع وبقاء الحرب في اليمن، كما لو كانت خيار اقليمي ودولي إلا أن اليمنيين يدفعون ثمن كبير ،مع ما تشكله الظروف الحالية من واقع معقد ،على مختلف الجوانب والأنشطة المرتبطة بحياة اليمنيين.
تحقيق / عبد الرب الفتاحي / اليمني الجديد
فديمومة الصراع والفساد والتدخلات الاقليمية أدت لزيادة اعباء الحرب وضغوطاتها على اليمنيين، إلى جانب عدم وجود قرار سياسي واقتصادي يمني، وهذا شكل كل هذا التعقيد وجعل الحرب رغبة خارجية أكثر من كونها رغبة داخلية ،فيما السلام في اليمن أصبح بعيد جراء تهرب مليشيات الحوثي وانعدام رغبتها في السلام ،ومحاولاتها الحكم والتسلط على اليمنيين في مناطق تخضع لها دون وجود التزامات سياسية واخلاقية وانسانية لها ،بقدر ما أصبحت المليشيات الحوثية تثقل اليمنيين بسياسة قمعية وممارسة قطع الرواتب، وفرض نوع من استغلال اليمنيين وتجويعهم ونهبهم مع ممارستها سياسة الجبايات والأتاوات .
يؤدي الوضع المتردي في اليمن إلى نتائج عكسية، لكن على ما يبدو فإن ارتباط اليمن ضمن ما يحدد أو يشكل من خارجها ، هذا أثر داخليا على واقعها ومصالحها.
فاليمنييون يعيشون منقسمين فيما الوضع الاقتصادي والمالي سيئ ومنهار ، سواء في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، أو في مناطق سيطرة المجلس الرئاسي ( السلطة الشرعية )و يظل واقع رسم هذا الانهيار ووجود هذا التفكك ، يرتبط على أنه سياسة لها أبعادها وانعكاساتها وشكلت تدمير منظم لواقع المجتمع والدولة والمؤسسات .
غياب القرار الداخلي وتأثير القرار الخارجي
الوضع في اليمن بعيد عن تقرير مصير هذه الحرب وهذا البلد، فالأزمات والمشاريع ترسم لوضع واقع لا يتفق عليه اليمنيين.
كل الأجندة والسياسات تسير في اتجاه مهدد لواقع اليمن واليمنيين، ومع غياب اي سلطة تمثل اليمنيين وإرادتهم، فإن التدخلات الخارجية والإقليمية، صارت تشكل تدمير منظم ومدروس تقوم اركان هذا المخطط ،على افقاد اليمنيين احساسهم بوجود الوطن ،أو السلطة السياسية الوطنية وكذلك الاستقلال في القرار ،كما أن الظروف الاقتصادية تفرض واقع سيئ وتجعل حياة اليمنيين تتجه إلى مستوى لم يشهده اليمنيين من قبل.
تثقل المليشيات الحوثية اليمنيين بسياسة قمعية وممارسة قطع الرواتب، وفرض نوع من استغلال اليمنيين وتجويعهم ونهبهم مع ممارستها سياسة الجبايات والأتاوات .
ويرى العديد من اليمنيين أن سبب هذا الانهيار والتدهور كان ناتج لمخطط أجندة الخارج ،ووجود أطراف سياسية يمنية متعددة تستثمر واقع اليمن الماسأوي، لزيادة فساده وعبثها.
فيما السلطات الموجودة في اليمن والتي أتت وفق التعينات والتشكيل الخارجي ،سواء حكم ايران وسيطرتها على واقع سلطة الحوثيين ،أو خضوع المجلس الرئاسي والحكومة لإجندة اقليمية ،وهذا فرض ضعف على تجاوز الخطوط المرسومة لهؤلاء، حيث أن واقع التدهور اليمني والإنقسام تحدده الاجندة الخارجية، كما أن تشبع مليشيات الحوثيين التي تعمل وفق[ النهج الإيراني ] تعمل على محاولة فرض كيان داخلي، لوجودها السياسي والإقتصادي والاجتماعي، لفرض ما تخطط له من سلطة مذهبية وقمعية وسلالية، لم يستفيد منها اليمنيين في واقعهم وحياتهم ،ومازال الحوثيين يرغبون في بقاء الانقسام اليمني والحرب لنهب اليمنيين ونهب أملاكهم وأموالهم واستغلال انهيار حياتهم لتحقيق مشروعها.
كل الأجندة والسياسات تسير في اتجاه مهدد لواقع اليمن واليمنيين، ومع غياب اي سلطة تمثل اليمنيين وإرادتهم، فإن التدخلات الخارجية والإقليمية، صارت تشكل تدمير منظم ومدروس تقوم اركان هذا المخطط ،على افقاد اليمنيين احساسهم بوجود الوطن.
يعتبر شوقي عبد الله ناصر وهو سياسي يمني ،أن جوهر الصراع اليمني خارجي أكثر ما كونه داخلي فالأطراف اليمنية هي أدوات وهي من تركت الواقع على هذا المساحة الهشة، وتركت الدولة والمؤسسات ضمن اللعبة السياسية الخاصة بها دون أن توفر أي معايير لبقاء الدولة والمؤسسات.
ومع غياب المشروع الوطني والاستراتيجي لدى اليمنيين وتعدد الاطراف السياسية والاجتماعية التي يكمن دورها فقط كدور وظيفي ضمن المصالح الخارجية، ويبقى واقع اليمن بعيد عن أي حل، وجميع أوراق الحل في اليمن خارجية أكثر من كونها داخلية .
وقال شوقي " الحرب في اليمن كانت نشاطاً مدفوعاً وفق مشاريع خارجية ،سواء لدى ايران أو التحالف الخليجي【 السعودية والإمارات 】فالحوثيين عندما انقلبوا على مشروع اليمنيين، كان خيارهم أن يكونوا خاضعين للمشروع الايراني بإمتداده المذهبي والسياسي."
تفتيت بنية المجتمع والدولة.
التطورات السيئة في اليمن حسب رأي فهمي عبد العظيم وهو سياسي يمني، تقود اليمن إلى الهاوية وتدفعها لتصبح مليئة بالانقسامات، وكذلك التفكك وغياب المشروع الداخلي وهذا كله مجرد رغبة يستحيل تحقيقها .
فالسياسات التي تمضي دون أن تكون حلاً ولا تصلح ظروف للإزمات والتعقيدات ، والتي خلقت انهيارات يمنية على كافة المستويات ،تدل إلى غياب الحلول اليمنية الداخلية، كما أنها من جانب أخر تكشف أن الأطراف اليمنية مجرد مشرع لواقع العبث والتفكيك والتدمير الممنهج المرسوم ضد اليمن واليمنيين ، وهو يعطي انطباع عن التأثير الخارجي و طبيعة الأجندة والخيارات والأجندة .
شوقي عبد الله ناصر" الصراع اليمني خارجي أكثر ما كونه داخلي ،فالأطراف اليمنية هي أدوات وهي من تركت الواقع على هذا المساحة الهشة."
وقال فهمي " هناك ظروف سيئة لإن ما يجري في اليمن ليس لليمنيين أي تأثير في صناعته، بل أن المشكلة أن واقع كل هذه الازمات تدار برغبات الاطراف الخارجية أو الدول الاقليمية، التي تشكل واقع الفساد وتعيين شخصيات سياسية قريبة من مصالحها ولذا يصبح تأثير الحكومة والمجلس الرئاسي شكلي فيما واقع وجود الحوثيين هو أسس كارثة اليمن والعبث بمقدراتها لذا فالحوثيين هم أكثر من يدمر ويفكك ويضع هذه الكارثة"
وأضاف فهمي أن الحل في اليمن لن يأتي من خلال مليشيات الحوثي، التي تزيد الوضع تعقيداً وتفرض نوع من السياسات التي تتجه إلى التصعيد واستمرار الحرب، فالحوثيين ليس لديهم من مشروع غير تقسيم اليمن لفرض مصالحهم ونهبهم على اليمنيين ،وهذا هو سبب في استمرار الحرب دون أن تنجح كل المفاوضات وترتيبات الحلول.
الحوثيين يرغبون في بقاء الانقسام اليمني والحرب ،لنهب اليمنيين ونهب أملاكهم وأموالهم ،واستغلال انهيار حياتهم لتحقيق مشروعها.
ومع استمرار الحرب فإن الكثير من الأطراف الدولية، بدأت تنظر للواقع اليمني على أنه أكثر تعقيدا عن الفترات الماضية ،فالتأثير الخارجية الإقليمية هي من تحرك الاطراف اليمنية أو تعقد الوضع السياسي والإقتصادي، كما ان الحرب فرضت توازنات غير وطنية في داخل اليمن، وعمقت الفساد فيما صارت التقاسمات السياسيات، وغياب المؤسسة العسكرية الوطنية منعدمة، مع اختراق اطراف سياسية لكافة المؤسسات لصالح راهنها فرض وجودها السياسي ،وذلك للاحتيال وتغيب الإرادة الشعبية ومفهوم تلك الاطراف للاستحواذ على امكانية الدولة ووجودها .
فهمي عبد العظيم سياسي يمني "التطورات السيئة في اليمن تقودها إلى الهاوية، وتدفعها لتصبح مليئة بالانقسامات وكذلك التفكك وغياب المشروع الداخلي، وهذا كله مجرد رغبة يستحيل تحقيقها .
ويعتبر فهمي أن الاطراف التي أتت فيما يسمى بالربيع العربي، نظرت لواقع الدولة من مفهوم المحاصصة وتغيب الحل، وشكلت مافيا سيطرت على الموارد والامكانية، وعمقت اختلال الدولة وهذا في حد ذاته ما جعل مليشيات الحوثي، تنقلب على الدولة وسمح للخارج بالعبث بمقدرات وواقع اليمنيين .