اليمن أرض البن الأولى وأكثر من ارتبطت شهرته بثقافة اليمنيين وجوده انتاجه

التحقيقات
اليمني الجديد

سفيان سعيد عبد الله / اليمني الجديد

يعد البن اليمني أحد أكثر أنواع البن جودة، فلا يضاهي البن اليمني أي بلد لديه زراعة لهذه الشجرة، التي تمثل في رمزيتها أنها تعبر عن الارض والإنسان اليمني ، الذي هو جزء من البن ورائحته وجذوره ،فمنذ القرون الماضية أجاد اليمنيون زراعة البن على امتداد كبير من المساحات ،في المناطق الجبلية المرتفعة وكان انتاج اليمن من البن هائلا يصل لكل العالم وتذوقه الكثير من السكان في الشرق والغرب ، ليصبح البن مقرونا بتربته اليمنية التي نبتت جذوره وشكلت مذاقه ونكهته.

تحمل رمزية البن كونه تأريخ متاصل في عمق الواقع اليمني بشقيه الثلاثي  التأريخي والزراعي والحضاري ، لذا لا يمكن أن يفصل البن اليمني بإعتباره مجرد زراعة ،بل ان اليمنيين أجادوا زراعة وانتاج البن ،مما جعله يمثل جزء من الهوية الجامعة لليمنيين منذ مئات السنين .

في  مساحات واسعة من اليمن خاصة المناطق المعتدلة تبرز طرق ارتباط اليمنيين بزراعة اليمن، فما يجيده اليمنيين في هذا الزراعة المعقدة لحصد البن وتجفيفه وطحنه ،يمثل في كل اشكاله وطرقه عملية معقدة ،وليس ذلك  بالأمر السهل  فاليمن أتقنت زرعة اليمن  قديما وحديثا.

وهذا أعتمد من خلال زرعته وتصديره وأستحدامه ،حتى أن هناك من المؤرخين من يرى أن البن وجد مع اليمن ،فهو روحها واصاله لعمقها وارتباطها ،بهذا لا يمكن أن تذكر اليمن من دون البن الذي مثل جسر ارتباطها مع العالم ، في تجارتها االقديمة والحديثة .

ابراهيم عبد الله في أحد تقاريره لموقع " خبير القهوة" يتحدث بإنصاف "تحتل القهوة اليمنية مكانة خاصة في قلوب خبراء القهوة حول العالم ،لا تكمن جاذبيتها في مذاقها الاستثنائي فحسب، بل تكمن أيضًا في تراثها الثقافي الغني، باعتبارها واحدة من أقدم منشأ البن في العالم، تقوم اليمن بزراعة وتصدير حبوب البن لعدة قرون. هنا، وسط القمم المشمسة والوديان الخصبة، بدأت القهوة بداياتها المتواضعة.

تكمن نقطة القوة لدى اليمنيين والتي يمكن أن تمثل عنصر أهم وجوهري، أنهم في أي وقت يمكن أن يزرعوا البن بالشكل وبالطريقة التي يحبونها ،فهم استخدموا فكرتهم الأولى في زرعته وذلك قبل أن يعرف العالم عنه شيئ، وعندما لم يكن البشر يتذوقونه ويشعرون به كان اليمنيين في أسطح منازلهم العالية وهم ينظرون لكل شيئ تحت مناطقهم الجبلية ليشربوا البن بنكهته المعتادة والرائعة .

قهوة الموكا

البن اليمني، المعروف أيضًا باسم البن اليمني أو قهوة الموكا، هو نوع من قهوة أرابيكا التي تنشأ من المناطق الوعرة والجبلية في اليمن، وهي دولة تقع في الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية. تشتهر قهوة اليمن بمظهرها المميز وتراثها الثقافي الغني، وتحتل مكانة خاصة في عالم عشاق القهوة.

يتقن  المزارعون اليمنيون ايجاد البن في المزارع الجبلية المتدرجة بجوها واعتدالها ،  يمثل الارتفاع والمناخ المحلي في الخصائص الفريدة للقهوة. غالبًا ما تقع هذه المزارع على ارتفاعات تتراوح من 1200 إلى 2400 متر (4000 إلى 8000 قدم) فوق مستوى سطح البحر. تجعل التضاريس الصعبة وأساليب الزراعة التقليدية من البن اليمني منتجًا حرفيًا حقًا.

البن اليمني بحد ذاته وتجسيده ووجوده، هو النهج التقليدي الدقيق للزراعة.

يظهر  المزارعون اليمنيون زراعة البن بمهارة وفق الطرق وآليات الأساليب القديمة، التي لها  تاريخ يعود لقرون قديمة ، من خلال زراعة وحصاد كرز البن، لذا  فالتضاريس الجبلية الهائلة تشكل أساس وجود القهوة بشكل أساسي، وفي مناطق محددة ومجدولة من الأرض، وغالبًا في حقول مدرجات منحوتة في المنحدرات.

البن اليمني، يطلق عليه باسم البن اليمني أو قهوة الموكا، هذا نوع من قهوة أرابيكا التي تنشأ من المناطق الوعرة والجبلية في اليمن، تشتهر قهوة اليمن بمظهرها المميز وتراثها الثقافي الغني، وهي تحتل مكانة خاصة في عالم عشاق القهوة.
أما تاريخ البن اليمني فيعود تاريخ القهوة إلى القرن الخامس، وربما لوقت لاحق حسب عدد من التقارير والأساطير المتعلقة بها ،وأقدم الأدلة المثبتة على شرب القهوة أو معرفة هي من القرن الخامس عشر في البلاط العثماني، إبان الدولة العثمانيه حيث قدمها والي اليمن آنذاك سلطان اليمن سليمان باشا.

في القرن السادس عشر وصلت إلى بقية الشرق الأوسط وجنوب الهند (سورغ) وبلاد فارس والقرن الأفريقي وشمال أفريقيا و انتشرت القهوة إلى البلقان، وإيطاليا وبقية أوروبا إلى جنوب شرق آسيا ثم إلى أمريكا، و بدأت قصة القهوة في القرن التاسع بعد الميلاد.

تجارة البن اليمني قديمًا  تعتبر واحدة من أهم الثروات حيث كانت اليمن تُعرف باسم "أرض القهوة" وكانت تصدر البن إلى مختلف أنحاء العالم.

وأرتبط تصدير البن اليمني عن طريق البخور وقتها  كانت اليمن تعتبر ممر و طريق البخور القديم، الذي كان يربط بين اليمن والمناطق الشرقية والشمالية، مثل الهند والصين. كانت هذه الطريق تسهل تداول البن وغيره من البضائع.

كما أن مراكز تجمع تصدير وتوزيع البن ارتبط بالأسواق التجارية والذي أشتهرت بها  المدن اليمنية التاريخية ؛مثل صنعاء وتعز والمخا بأسواقها التجارية الحيوية حيث  كانت تلك الأسواق تجمع بين التجار المحليين والأجانب الذين يسافرون من بلاد أخرى لشراء البن اليمني.

وظل البن مرتبط باليمن إلى أن تصاعدت زراعة البن في الكثير من البلدان، وبرز  تنافس البلدان الأخرى في إنتاج البن وتوسع الأسواق العالمية ،لكن ما زال البن اليمني يحتل مكانة مرموقة بفضل جودته الفريدة والنكهات الرائعة التي يقدمها.


تكمن نقطة القوة لدى اليمنيين والتي يمكن أن تمثل عنصر أهم وجوهري، أنهم في أي وقت يمكن أن يزرعوا البن بالشكل وبالطريقة التي يحبونها

وهناك انواع البن اليمني والتي تمثل نكهة مختلفة ومميزة، لكنها كلها لا تختلف عن بعضها في الجودة والمذاق، فهناك البن البرعي والذي يتم زراعته على المرتفعات الجبلية، بمحافظة الحديدة في مدينة برع .

كما ان هناك البن الحمادي وهو نوع مميز من أنواع البن، ويزرع في محافظة تعز في مديرية المواسط ويعد نوعا متميز من البن وذات نكهة فريدة، وهناك البن الإسماعيلي وهذا النوع من أجود أنواع البن ويتم زرعته في صنعاء، وهناك البن الحرازي  ويزرع في غرب مدينة صنعاء في منطقة حراز ، كما أن هناك  البن اليافعي الذي يزرع في جبال يافع وهي احد مديريات محافظة لحج .

كما أن هناك موكا وهذا نوع من حبوب اليمنية الشعبية التي تزرع في محافظة حجة ،وكل انواع البن اليمني له صفاته وخصائصه، بل أن البن اليمن يعد من أكثر أنواع البن سعر وطلبا .

جودة عالية

وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية قالت، في وقت سابق، إن البن اليمني يكتسب شهرة عالمية بفضل جودته العالية، ويحصد الإشادة كأفضل بن في العالم، وذكرت في تقرير لها أن الرطل الواحد منه يباع بقيمة 240 دولاراً، ما يعني أن سعر الكيلو الواحد يساوي حوالي 500 دولار، وأن الطن يصل إلى نحو نصف مليون دولار.

محاولة تجاوز البن اليمني بتأريخه، يكشف محاولات العديد من الدول لفرض واقعها الجديد من دون أي تأريخ.

ويذهب عبد القادر الضلعي وهو خبير اقتصادي ومالي 《لموقع اليمني الجديد 》 ان اليمن لديها فرصة في زيادة نسبة المساحات لزراعة البن، حيث يمكن أن ينتشر البن في مساحات كبيرة من الاراضي والمرتفعات ،والتي لا تستخدم الآن ،وليس هناك استراتيجية محددة وواضحة  لجعل البن هو الشجرة التي تنال  الاهتمام والتشجيع الكبير ، ليتم وضع كل الظروف والامكانيات لزرعة البن وتشكيل خطط في هذا الشأن، لتعزيز حضور هذه الشجرة لتكون مرتبطة بمستقبل اليمن الإقتصادي والمالي .

ويرى عبد القادر أن تصدير البن اليمني للدول الغربية وأسيا هو الأهم خاصة في ظل الإهتمام المتزايد من هذه الدول للبن اليمني وكذلك تفضيله وارتفاع سعره أما في الدول الخليجية فمازال سعر البن اليمني محدودا وهناك نوع من استغلال لتصديره وانتاجه لمصالح بعض الدول التي تقوم بوضعه في شكل جديد وتصديره كما لو كان من انتاجها ومزورعتها .

يظهر  المزارعون اليمنيون زراعة البن بمهارة، ووفق الطرق وآليات الأساليب القديمة، التي لها  تاريخ يعود لقرون قديمة

وقال عبد القادر " لابد من اعادة وضع خطط للانتاج البن  بشكل دقيق، بحيث لا ينعكس التصدير سلبا على واقع وسمعة البن اليمني ،والذي تعمل بعض الاطراف على اللحاق الضرر به ماديا ومعنويا ،وكذلك منع وجود وسيط أو السماح لأي دولة بتصدير وانتاج البن اليمني ،حيث أن ذلك لا يكون لصالح اليمن بل لمصلحتها، ولذلك لابد من وضع استراتجية انتاجية وكذلك وضع معايير للتصدير ."

يمثل البن من أهم ما تنتجه اليمن، ويتزايد الطلب عليه في الغرب وأمريكا ،ويفضلون شراءه على العديد من أنواع البن.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى