الدكتور عادل الشجاع "الخلاف بين رئيس المجلس الرئاسي والحكومة يكشف ضعف القرار اليمني والهيمنة الخارجية ومقتل صالح كان ضمن اتفاق دولي"

حوارات

 حواره |+ عبد الرب الفتاحي

الدكتور عادل الشجاع شخصية أكاديمية وسياسة فذة ،فهو يتخذ وجهة نظر تتجاوز المحددات والمعطيات الشكلية، هو من  الشخصيات الأكاديمية والسياسية التي تتميز بالجراة ،في نقد ما يحدث من مخططات سياسية واقتصادية  تستهدف اليمن ،ويرى أن ما يجري هو تمهيد لمشاريع أكثر خطورة في المستقبل .

الدكتور عادل الشجاع ،استاذ النقد الأدبي الحديث بجامعة صنعاء ،عضو اللجنة العامة بالمؤتمر الشعبي العام ،إلى جانب أنه كان عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، يعتقد الشجاع أن الخلاف الدائر الآن بين رئيس مجلس القيادة ورئيس الحكومة ،يؤكد على وجود مشروع  لمصادرة القرار اليمني والهيمنة عليه، وكل من السلطتين يتبع جهة مختلفة عن الاخر، وأن مجلس القيادة والحكومة يمارسان الفساد ، والفاسد لا يمكن أن يكون مصلحا .

■ ما هي سبب الإنهيار الكلي للوضع السياسي والاقتصادي ،إلى جانب تراجع العملة اليمنية اضعاف مضاعفة عن قيمتها السابقة، إلى جانب تهرب التحالف السعودية والإمارات من التدخل، مع أنهما مازالا متحكمان بالقرار السياسي والاقتصادي ولهما اليد الطولى في كل ما يجري في اليمن ؟

أجاب الدكتور عادل الشجاع :" ماذا تتوقع من تحالف عمل منذ اليوم الأول لإعلانه استعادة الشرعية، على تفكيك الشرعية ذاتها، وتشكيل المليشيات والإبقاء على السلطة التي أنشأها في الرياض.

وقال الشجاع " الأدهى من كل ذلك أن السعودية سجلت ديون على اليمن كأموال مقترضة ،مقابل شراء أسلحة  68 مليار دولار للولايات المتحدة الأمريكية ،و 11 مليار لفرنسا و 5 مليار لبريطانيا ،و 1.5 va لألمانيا ومثلها لأسبانيا ،وكذلك إيطاليا بإجمالي قدره 87. مليار دولار ،كانت كفيلة بتغيير وضع اليمن واليمنيين إلى الأفضل"

التحالف جاء تحت البند السابع ،وهو ملزم بموجب ذلك بالرعاية الاقتصادية والسياسية والاستقرار.

تحدث الشجاع عن سرقة مقدرات اليمن من النفط والجغرافيا المتمثلة في الموانئ والجزر، وهذا حسب رأيه يوضح الهدف الحقيقي للتحالف، فقد تعمد التحالف قصف أهداف تؤثر على المدنيين ولا تؤثر على أطراف الصراع، فقد قصف المستشفيات والمدارس والجسور ومحطات توليد الكهرباء والموانيئ والمصانع وصالات العزاء والأفراح، و الهدف من ذلك هو تجريف الاقتصاد وتركيع اليمن ،وجعلها داخل الشباك الخليجية.

■ الوضع المنقسم في اليمن وبقاء هذا البلد دون حسم الوضع فيها ،حيث أنه لا حرب ولا سلام، وهناك سلطتان تعملان وفق مصالح الخارج وأجندته، وهناك سياسة انهاك اليمنيين ؟

يؤكد الدكتور عادل الشجاع أن هدف التحالف ،تفكيك الدولة وزرع المليشيات المتعددة، بهدف تقاسم النفوذ ،وقبل هذا وأثناء الإعداد لمسودة الدستور في الإمارات ،تم تمرير فكرة الأقاليم بهدف بعثرة اليمن وتقطيع أوصاله.

وذكر أنه بعد أن كان الشعب اليمني واحد، وضعوا التقسيم على الطاولة ،ووضعوا اليمن تحت ضغط الفوضى، فلا حرب ولا سلام، وحقنوا المليشيات التي تم بناؤها بالفساد، وجعلوها على رأس السلطة، لكي تدافع عن بقائها ،وبالتالي تدافع عن بقاء دول التحالف.

■ الانتهاك المتواصل لمليشيات الحوثي ضد اليمنيين في مناطق سيطرتها، وتهربها من تسليم المرتبات والسجون، والتعذيب ووصل الأمر إلى اعتقال الموظفين في منظمات أممية ودولية ومحلية ،ما هي أسباب  تمادي مليشيات الحوثي في هذه التجاوزات ؟

يوضح الدكتور عادل أن الحوثيون استفادوا من تعدد المليشيات التي زرعتها الإمارات والسعودية، والتي أدارت المعركة في المناطق المحررة بدلا من مواجهة الحوثي، مما ساعد الحوثيين على الاسترخاء في المناطق التي يسيطرون عليها، وقمع المواطنين الذين يقعون تحت سيطرتهم وتجريف الاقتصاد .

تصفية الرئيس علي عبد الله صالح كان بإتفاق دولي، كونه مثل حجرة عثرة أمام تمزيق اليمن .

وقال " الحوثيين جزء من مخطط تجريف الاقتصاد في اليمن بشكل عام ،كما إن إدارة الحرب في المناطق المحررة وتحت ما يسمى بالشرعية، أتاح للحوثيين البطش بالناس والزج بهم في المعتقلات ،ومصادرة ممتلكاتهم العامة والخاصة.

■ ماهي  المخططات التي تعد لليمن ،خاصة مع وصول اوضاع اليمنيين إلى خط المجاعة والفقر ،هذا يمثل مؤشر على وجود استراتيجية تذهب باليمن واليمنيين لما هو أسوأ؟

قال الدكتور عادل الشجاع " بعد مضي عشر سنوات على هذه الحرب تتضح الأهداف الخفية التي كانت السعودية والإمارات تتخفيا وراءها ، فالانهيار الاقتصادي والفوضى الأمنية وانهيار العملة الوطنية وهزيمة الشرعية ،وغياب الخدمات في مناطق الشرعية كل ذلك يؤكد أن السعودية والإمارات ،هما من يقف وراء ما يحدث.

واضاف  "من الذي أدى إلى هذه الهزائم، وإلى هذه الانتكاسات ومن يتحمل مسؤولية ذلك ؟

وأتهم التحالف الذي جاء تحت البند السابع ،والذي يصبح ملزماً بموجب ذلك بالرعاية الاقتصادية والسياسية والاستقرار.

وضعوا اليمن تحت ضغط الفوضى، فلا حرب ولا سلام، وحقنوا المليشيات التي تم بناؤها بالفساد، وجعلوها على رأس السلطة، لكي تدافع عن بقائها ،وبالتالي تدافع عن بقاء دول التحالف.

■ مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح أدى إلى ازاحة المؤتمر من الحياة السياسية ، فيما كان هناك مخطط للانتقام من صالح، أتفقت حول هذا المخطط أطراف داخلية وخارجية .

يرى الشجاع أن "تصفية الرئيس السابق ورئيس المؤتمر كان باتفاق دولي، كونه كان يمثل حجرة عثرة أمام تمزيق اليمن، فقد كان الشخصية الوحيدة التي يعول عليها الكثيرون في لملمة اليمنيين .

وقال "هذا كان يمثل إزعاجاً للدول الإقليمية والدولية التي تريد تفكيك اليمن وتمزيقه، فتم تصفيته ولم يسمح له بإزاحة الحوثيين ، فلو تمكن من إزاحة الحوثيين كانت أهداف التحالف الخفية ستسقط "

وأعتبر أن انتفاضة الرئيس السابق ، كشفت زيف معركة التحالف الممتدة لسنوات ،فقد كشفت ضعف الحوثيين وزيف قوتهم، لذلك ساهم التحالف في قصف مواقع تتبع قوات صالح ،وفي الوقت نفسه سمح لإمدادات الحوثيين بالوصول إلى العاصمة صنعاء دون أن يستهدفهم، إضافة إلى عدم تحرك قوات الشرعية المحيطة بصنعاء من التحرك لدعمه.

■ماهو سبب الخلاف  بين المجلس الرئاسي والحكومة، إلى جانب تصاعد هذا الخلاف وتوقيته ،كل طرف يرى في الأخر مشكلة وعائق أمام أي اصلاحات سياسية واقتصادية؟

يرجع الدكتور عادل الشجاع أن "الخلافات بين رئيس مجلس القيادة ورئيس الحكومة ، هو لمصادرة القرار اليمني والهيمنة الخارجية "

وقال " من المعروف أن الذي كلف رئيس الحكومة هو رئيس مجلس القيادة، ومثلما كلفه يستطيع إقالته، لكن واضح أن كل واحد منهم يتبع جهة مختلفة عن الآخر ،إضافة إلى ذلك فإن الطرفان مجلس القيادة والحكومة يمارسان الفساد، وليس في وارد الإصلاح، لأن الفاسد لا يمكن أن يكون مصلحا فالله لا يصلح عمل المفسدون."

■مالذي سيجعل إدارة ترامب مختلفة مع الحوثيين ،من حيث النهج والسياسة التي ستتجه إلى التصعيد ،سواء في الجوانب السياسية والعسكرية والإقتصادية، بعد أن صنفت مليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية؟

يوضح الدكتور عادل الشجاع أن " تصنيف البيت الأبيض للحوثيين كجماعة إرهابية يخص الأمريكيين وحدهم، ويخص مصالحهم وهو نوع من الضغط على حلفائهم، لكي يظلوا في الدائرة التي رسمت لهم ولا يتجاوزونها"

وكشف أن الحوثيين يؤدون دوراً رسم لهم في إطار الحرب الدائرة في الشرق الأوسط ، فالقرار ليس بسبب ما قامت به هذه الجماعة من انقلاب على الدولة ومؤسساتها ،ولا على تفجيرها لبيوت اليمنيين ومساجدهم ولا على قتل عشرات الآلاف منهم، ولا على الزج بهم في السجون وممارسات أسوأ أنواع العنف والتعذيب.

صالح كان يمثل إزعاجاً للدول الإقليمية والدولية ،التي تريد تفكيك اليمن وتمزيقه، فتم تصفيته ولم يسمح له بإزاحة الحوثيين.

واستبعد الشجاع  أن يكون هناك تدخلا عسكري "لذلك لا نتوقع عملاً عسكريا ضد هذه الجماعة من قبل أمريكا ،مثلما حدث مع داعش، لكننا نتوقع عملا اشبه بما حدث في سوريا ولبنان، لإنهاء ما تبقى من سلاح استراتيجي في اليمن.

■ تقوم السعودية بوضع الرؤوساء اليمنيين لديها ما بعد انقلاب الحوثيين على الدولة، تدخلت في جوانب غاية في الخطورة ،الأمر يرتبط بضغطها على المجلس الرئاسي  للوصول لحل سياسي هش مع الحوثيين ، ووضعها  لخريطة الطريق، لكنها في المقابل لم تتدخل لوضع حلول في الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية في اليمن ؟

يكشف الدكتور عادل الشجاع أن " السعودية تمارس نظرية خاطئة في اليمن، فهي تنطلق من قاعدة أن اليمن عدو وأن قوته ليست في صالح السعودية ،وأنه يجب إضعافه"

وأعتبر الشجاع هذه نظرية خاطئة، لأن عدم استقرار اليمن سيؤدي بالضرورة إلى عدم استقرار السعودية على المدى البعيد ،والفوضى في اليمن ستنتقل عدواها مباشرة إلى المملكة .

ويعتقد  أن هناك من يدفع بالنظام السعودي إلى هذا الفخ، ليسهل تفكيك السعودية حينما يأتي دورها ،في عملية التفكيك التي تشمل البلدان العربية، دون استثناء لصالح المشروع الصهيوني في المنطقة.

■ مستقبل المؤتمر الشعبي العام في صنعاء ،بناء على سياسة الحوثيين في اضعافه وعزله من تأدية دوره السياسي، كيف سيخرج المؤتمر من هذا الواقع ومحاولة فصله عن بقية تكويناته السياسية ،وفي الاطار الجغرافي والاجتماعي في اليمن ؟

يتحدث الدكتور عادل الشجاع أن "أزمة المؤتمر الشعبي العام، هي انعكاس للأزمة اليمنية برمتها ،ومستقبله مرهون بمستقبل اليمن ومستقبل العملية السياسية والتعددية .

وقال "نحن نرى أن التحالف سعى إلى تفكيك التعددية الحزبية، وحول قيادات الأحزاب إلى مرتزقة بالأجر الشهري، ولم يعد للأحزاب أي دور يمكن البناء عليه ،والمؤتمر مثله مثل بقية الأحزاب السياسية الأخرى."

■مالذي تريده السعودية والإمارات من اليمن، وعدم تقديمها مساعدات لهذا البلد ،وهو يمر في أصعب وأعقد مراحله، مع أن الدولتان تسيطران على واقع السلطة والقرار السياسي اليمني ؟

يجيب الدكتور عادل الشجاع " تريد السعودية والإمارات استمرار الفوضى في اليمن، وعدم الاستقرار أو العودة إلى الدولة المركزية ،وهذا الخيار هو خيار إسرائيلي تنفذه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا للوصول إلى شرق أوسط جديد تحكمه إسرائيل بحضور تركيا وإيران وغياب العرب .

وقال الشجاع  "السعودية والإمارات تنفذان رغبة بريطانيا وأمريكا ،مثلما تنفذ الشرعية رغبة السعودية والإمارات، وإذا لم يصحو الشعب اليمني ويتوحد في مواجهة الأخطار التي تحدق به ،فإنه سيحكم على نفسه بالتيه أربعون سنة.

 

 

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى