100 يوم من ولاية ترامب ـ قرارات وتصريحات صادمة وكسر مسلّمات.
الأخبار العالمية
أصدر ترامب تصريحات وقرارات مثيرة للجدل خلال 100 يوم على رئاسته، لكن الأبرز أن الرئيس الأمريكي قد قلب النظام العالمي رأسا على عقب. فما أبزر التصريحات والقرارات المثيرة للجدل التي أقدم عليها ترامب منذ توليه منصبه؟
تحت عنوان "الولايات المتحدة تتخلف عن الركب العالمي أسرع مما كان متوقعا"، كتب الصحافي الأمريكي المخضرم أندرياس كلوث مقالرأي مطول نشرته وكالة بلومبيرغ للأنباء الثلاثاء (22 أبريل/نيسان 2025) مع مرور مئة يوم على رئاسة دونالد ترامب.
استهل كلوث، وهو صحافي متخصص في ملفات الدبلوماسية الأمريكية والأمن القومي، بقوله: "في محاولة لفهم رئاسة ترامب الثانية، ارتكب الكثير منا خطأً في الافتراض أو ربما كنا نأمل في أن ترامب فقط يتحدث بشكل بذيء عن العالم على غرار الملاكم الذي يرغب في إزعاج خصمه داخل الحلبة. وأن ترامب لم يكن يعني حقا تحقيق الأمور الصارخة التي تفوه بها".
ويبدو أن مقال كلوث يأتي كمحاولة للوقوف على أبرز القرارات والتصريحات التي صدرت عن ترامب خلال مئة يوم من توليه زمام الأمور في البيت الأبيض.
فقد فرض ترامب خلال مئة يوم له في البيت الأبيض سياساته الخاصة، فقوّض التحالفات الأمريكية وهدد بضم أراضٍ وقلب النظام الجيوسياسي الدولي رأسا على عقب.
من فرض رسوم جمركية شاملة على دول صديقة وعدوة، مرورا بتهميش الأوروبيين، وصولا إلى خفض المساعدات الخارجية، يفرض ترامب رؤيته تحت شعار "أمريكا أولا" على العالم.
وفي ذلك، اعتبر رئيس المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية مارك ليونارد أن "إدارة ترامب قضت على كل المسلّمات. لم تعد هناك فروق واضحة بين الحرب والسلام، والحلفاء والأعداء، والمصالح الوطنية والخاصة، واليسار واليمين".
وكتب على موقع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "مع شنّ ترامب حربا تجارية على سائر أنحاء العالم، ومحاولته إبرام صفقة بشأن استغلال المعادن في أوكرانيا، وتهديد السلامة الإقليمية لكل من غرينلاند وبنما، فإن القواعد القديمة للنظام الدولي لم تعد قابلة للتطبيق".
صانع سلام؟
ومنذ توليه منصبه، قدم ترامب نفسه على أنه "صانع سلام" وتباهى برؤيته لتحقيق "السلام من خلال القوة" خاصة مع دخوله مفاوضات غير مسبوقة، مثل تلك التي أجراها مع روسياوإيران.
لكن بعد مرور مئة يوم على توليه منصبه، بات من الواضح أن المهمة ليست سهلة كما تصور الرئيس الأمريكي؛ إذ ما زالت الحرب في غزة مستمرة، وكذا العليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، والقتال في أوكرانيا لم يتوقف.
ويبقى التغيير الأبرز في السياسية الأمريكية منذ تنصيب ترامب في كانون الثاني/يناير التقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ففي 12 شباط/فبراير، أنهى ترامب عزلة فرضتها الدول الغربية على بوتين منذ عام 2022 على خلفية غزوقواته لأوكرانيا، وأجرى معه محادثة هاتفية امتدت 90 دقيقة.
في الوقت نفسه، شدّدت الولايات المتحدة لهجتها تجاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وصولاً إلى اللقاء الشهير في البيت الأبيض حين شن ترامب ونائبه جاي دي فانس هجوما لاذعا على زيلينسكي أمام وسائل الإعلام.
على صعيد آخر، تجرب إدارة ترامب مفاوضات غير مباشرة مع إيرانبالتزامن مع تهديدات لطهران بشن هجوم عسكري.
وفيما يتعلق بحرب غزة أعلن ترامب استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الرابع من شباط/فبراير، أن القطاع الفلسطيني يمكن أن يصبح "ريفييرا الشرق الأوسط" ما أثار إدانات عربية ودولية واسعة.
قرارات مثيرة للجدل
يوم تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير، وقّع ترامب 26 مرسوما رئاسيا، وهو عدد قياسي.
رسمت قرارات اليوم الأول مسار سياسته، اذ قام من خلالها بسحب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، والعفو عن مثيري الشغب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في مطلع العام 2021.
ومن بين القرارات الأخرى التي ميّزت ولاية ترامب إعلانه انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ.
كذلك، أقر الرئيس الأمريكي تخفيضات هائلة في ميزانية المساعدات الخارجية، بذريعة مكافحة الهدر والبرامج التي تعزز التنوع والمساواة والشمول.
كما نفّذ سياسة ترحيل المهاجرين غير النظاميين من الولايات المتحدة، وأرسل بعضهم إلى سجن شديد الحراسة في السلفادور، وشن حربا ضد عصابات المخدرات المكسيكية التي وصفها بأنها منظمات إرهابية أجنبية.
وانضم إيلون ماسك، أغنى أغنياء العالم، الى حكومة ترامب حيث أوكل إليه الرئيس الإشراف على هيئة مستحدثة مهمتها خفض التكاليف الفدرالية وتقليص حجم القطاع الحكومي.
ودخلت إدارة ترامب في نزاع مع بعض الجاممعات الكبري مثل جامعة هارفار موجهة اتهامات لها بالتساهل مع "معاداة السامية" لسماحها بإقامة تظاهرات في الأحرام الجامعية، تنتقد إسرائيل على خلفية حرب غزة وتم تخفيض الدعم الفيدرالي للبعض من هذه الجامعات. ترامب قال إن " هارفارد مجرد مهزلة تُعلّم الكراهية والغباء ولا ينبغي أن تتلقى تمويلا فدرالياً بعد الآن".
تصريحات صادمة
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، أدلى ترامب بسلسلة تصريحات صادمة تضمّنت إعلانات مثيرة للجدل وتراجعات مفاجئة شملت العديد من القضايا.
كرّر ترامب في اليوم الأوّل من ولايته الثانية أنّ الله "أنقذه" من محاولة اغتيال في 13 تموز/يوليو في بنسلفانيا حتّى يتمكّن من "جعل أمريكا عظيمة مجددا".
في إطار حربه التجاريّة الشاملة، تباهى ترامب بأنّ عشرات الدول اتصلت "تقبل مؤخرتي" على حد تعبيره، طالبة التفاوض. وقال "إنهم يتوقون إلى توقيع اتفاق (بشأن الرسوم الجمركية): من فضلك، من فضلك سيّدي، فلنوقع اتفاقا وسنفعل أي شيء من أجل ذلك".
اعتبر ترامب أنّ سبب إنشاء الاتحاد الأوروبي هو "استغلال" الولايات المتحدة. وهاجم الأوروبيين مرارا مستخدما هذه العبارة، ومتّهما إيّاهم بأنهم "انتهازيون". لكن أوروبا لم تكن وحدها في مرمى انتقاداته، إذ اعتبر ترامب أيضا أنّ زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ لفيتنام تهدف إلى "الإضرار" بالولايات المتحدة.
أعلن ترامب مرارا رغبته في جعل كندا "الولاية الأمريكيّة الحادية والخمسين"، واصفا الحدود مع الجارة الشماليّة للولايات المتحدة بأنها "خطّ مصطنع". ولم يتوقّف الرئيس الأميركي عند هذا الحدّ، بل قال أيضا "نحن بحاجة" إلى غرينلاند و"سنستعيد" قناة بنما.
لمّح ترامب مرارا إلى إمكان ترشّحه لولاية ثالثة، وهو أمر يحظره الدستور الأمريكي. وأعلن ترامب أنه "لا يمزح" بشأن ذلك، قائلا إن هناك "وسائل" لتحقيق هذا الهدف.