انهيار مستمر للريال اليمني بشكل متسارع وخبير اقتصادي يرجع ذلك لغياب السياسات المالية وتعمق الفساد والمضاربة
الاقتصاد والمال
أخذ الريال اليمني يتراجع إلى مستوى كبير ، ليفقد قيمته أمام العملات الأجنبية في مناطق سيطرة المجلس الرئاسي، فخلال الاسابيع الماضية تصاعد هذا الانهيار ليصل إلى أعلى درجة من الانحدار في مستوى كارثي
وصارت العملة اليمنية تتأكل بشكل مستمر وهو ما أفقدها قيمتها ،بحيث يقابل هذا الانهيار ارتفاع الاسعار إلى جانب الخسائر التي تلحق الكثير من التجار الصغار ،مع شراءهم سلع ثم يتغير سعر السلع في اليوم الاخر .
وزادت الاضطراب في المناطق التي تخضع لسيطرة المجلس الرئاسي ،حيث أن انهيار العملة يمثل فشل للسياسات الاقتصادية التي لم تطبق، و تفتقد المناطق التي لا تخضع لمليشيات الحوثية ،لحالة من التفلت والفوضى المالية والاقتصادية .
سعيد عبد الرحمن خبير اقتصادي ومالي، يرى أن العملة في مناطق الحكومة المعترف به تتجه للانهيار ،حيث فقدت واقع تأثيرها وقيمتها وفعليتها في ظل غياب اي معايير للحفاظ عليها .
وقال سعيد " صار انهيار العملة يثبت أنه لا توجد حكومة قوية، ولا سياسات تعمل على الحد من هذا الاستنزاف للعملة ،إذا أن أكثر المشاكل المالية أن هناك تجاهل لاصل المشكلة، وهو في غياب التعاطي الحقيقي في منع التدهور الكبير واليومي لها ، كما أن الحكومة والبنك المركزي في عدن هو من فتح مجال واسع لتغيب الحلول، وصرت المضاربات هي الاقوى من حيث تأثيرها في إحداث هذا الاضطراب الكبير.
وأضاف أن هذا الانهيار للعملة له مؤشران:، الاول هو وجود طرف يعمل على الاستفادة القصوى من هذا الاضطراب التي تشكله المضاربة، بحيث أن هناك مليارات وفوائد كبيرة يحصل عليها كبار هوامير المضاربة ،وهم مسؤولين في الدولة وصاروا مستثمرين في قطاع المصارف .
وحسب تحليله فإن هناك طرف أخر صار يعتمد على المضاربة وكتجارة ،حيث أن اختلال واقع العملة يجعل كل الامور تتدهور إلى أبعد مستوى، وهذا الطرف يعمل في القطاع التجاري لكنه يستفيد من الاضطراب لتحقيق ربح مزدوج في جانب المصارف، إلى جانب ما تشكله المضاربة بالنسبة أليه من أهمية ،فهذا الطرف يعمل في التجارة والمضاربة من خلال عمله في المصارف ومقابل المضاربة ولذلك يرفع اسعار سلعه في بشكل كبير وفي دقائق .
وكشف سعيد أن هذا الكم الهائل من المصارف، أصاب واقع العملة في مقتل ،فهي تعمل في ظل هذا التوسع لكنها بعيدة عن القانون ،كما أن العدد الكبير من المصارف وجدت وفق مصالح اطراف تستغل هذا الفراغ، لتجمع أكبر قدر من العملات الصعبة لتقوم بتهريبها للخارج كذلك غسيل الاموال .