الوضع المالي والاقتصادي في اليمن يفقد توازنه فيما العملة تنهار بتسارع كارثي
الاقتصاد والمال
خاص |+اليمني الجديد
تنحدر العملة اليمنية إلى أسوأ وضع لها ،حيث يستمر تراجع الريال اليمني بشكل متصاعد ،دون أن يتجه المجلس الرئاسي والحكومة لوضع حلول حقيقية ،بقدر ما صار هناك شرعنة لهذا التهاوي المخيف للعملة، وهو ما ينعكس سلبا على الواقع المعيشي والمالي لليمنيين .
فخلال السنوات القليلة الماضية أخذ الوضع الاقتصادي يفقد اتزانه، فيما انهارت العملة بشكل كبير في فترة رئاسة معين عبد الملك ،ثم فقدت العملة قيمتها بشكل أكثر درماتيكية، خلال عام من تولي أحمد بن مبارك رئاسة الحكومة.
وتدور اتهامات للمجلس الرئاسي على أنه تسبب بشلل كبير على الواقع الاقتصادي والمالي، كونه هو عزز من ضعف العمل المؤسسي، إلى جانب تهرب رئيس المجلس الرئاسي من الاستقرار في الداخل اليمني ،واقامته في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية .
لكن هناك من يرى أن السعودية هي من تقرر استقرار رئيس المجلس الرئاسي لديها، كما أنها ضغطت في السابق ووضعت الرئيس عبد ربه منصور هادي لديها، طوال فترة رئاسته ما بعد انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على الدولة ،واعلانهم الحرب على اليمنيين ومحاولة توسيع مليشيات الحوثيين سيطرتها على بقية المناطق .
ويرى خبراء اقتصاديون وماليون أن المجلس الرئاسي والحكومة ،لا يتبنون عمل اصلاح اقتصادي ومالي حقيقي، يقضي على الاسباب وراء هذا الانهيار، بل أن كل المعالجات تبدو سبب اساسيا لابقاء الوضع معد لانهيار العملة بشكل أوسع خلال هذه السنوات الماضية ، فيما لا يبدو أن القرار بتغير المجلس الرئاسي والحكومة ليس بيد اليمنيين، بل يخضع للتأثير السعودي والإماراتي بشكل أكبر وهما من يتحكما بالسياسات والقرارات .
وفيق صالح صحفي متخصص في الشؤون الإقتصادية، عبر في منصة" أكس" عن تخوف من هبوط قياسي للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية ، وسط عجز رسمي وحكومي تام عن وضع الحلول والمعالجات
ولفت أنه لأول مرّة في تاريخه يناهز الريال السعودي، حاجز ٦٠٠ أمام والريال اليمني ، والدولار يقترب من ٢٣٠٠ ريال
وقال " أمر مؤسف هذا التردي والانحدار في الوضع المعيشي لليمنيين في الوقت الذي تتهرب الحكومة عن مسؤوليتها مما يحدث وتواصل اجترار الحديث عن إصلاحات وهمية ليس لها أثر إيجابي ملموس على الواقع."
وأضاف أن اعتراف الحكومة بفشلها الكامل ،عن ما يجري من تدهور في أوضاع البلاد، هو أولى الخطوات العملية للخروج من هذه المرحلة السوداء
ووضح أن بقاء عملية الإنكار والمكابرة الحكومية، من أجل الحصول على مكاسب ومنافع شخصية، فهو لن يقود البلاد إلا إلى مزيد من الإنهيار.