قوات سوريا الديمقراطية" تتفق مع دمشق على رفض التقسيم وتطالب بدور فرنسي أمريكي لتأمين حدود الشمال
أخبار عربيةأكد مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، الجناح العسكري للإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا، الاتفاق مع السلطة الجديدة في دمشق على رفض "أي مشاريع انقسام" تهدد وحدة البلاد، وقالت إلهام أحمد، الرئيسة المشاركة لإدارة الذاتية إن هناك محادثات جارية بشأن ما إذا كان بإمكان قوات أمريكية وفرنسية تأمين حدود شمال سوريا، في وقت تحدثت فيه مصادر عن مناقشات جارية بين باريس وواشنطن وأنقرة لمنع عملية عسكرية تركية في المنطقة.
وفي تصريح مكتوب لوكالة فرانس برس، قال عبدي إن لقاء "إيجابيا" جمع قيادتي الطرفين نهاية الشهر الماضي في دمشق، مضيفا "نتفق أننا مع وحدة وسلامة الأراضي السورية، وعلى رفض أي مشاريع انقسام تهدد وحدة البلاد".
وتخضع مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا لسيطرة الإدارة الذاتية التي أنشأها الأكراد بعد اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، وانسحاب القوات الحكومية منها من دون مواجهات.
وبنى الأكراد الذين تصدّوا لتنظيم الدولة الإسلامية، مؤسسات تربوية واجتماعية وعسكرية وحاولوا طيلة سنوات النزاع الحفاظ على مكتسباتهم، في وقت حملت عليهم السلطة السابقة نزعتهم "الانفصالية".
وقال عبدي "ناقشنا معا المرحلة المستقبلية بعد سقوط نظام الأسد وكيفية النهوض مجددا بسوريا مبنية على ركائز متينة".
وأكد "دعم مساعي الادارة الجديدة لأن يكون هناك استقرار في سوريا من أجل تهيئة الأجواء لحوار بناء بين السوريين"، معتبرا انه "يقع على عاتق الإدارة الجديدة التدخل من أجل وقف إطلاق النار في عموم سوريا".
ورفع الأكراد السوريون، بعد هزيمة الأسد، علم الاستقلال الذي تعتمده فصائل المعارضة، على مؤسساتهم، في بادرة حسن نية تجاه السلطة الجديدة، في خطوة رحّبت بها واشنطن.
وتعرض المقاتلون الأكراد لهجمات شنتها فصائل سورية موالية لأنقرة في شمال سوريا وأدت الى انسحابهم من مناطق عدة.
وأسفرت اشتباكات متواصلة بين قوات سوريا الديمقراطية وفصائل سورية موالية لأنقرة في ريف منبج (شمال) رغم اعلان هدنة بوساطة اميركية، عن مقتل أكثر من مئة شخص خلال يومين حتى فجر الأحد، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
قوات فرنسية أمريكية
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أيام إن باريس لن تتخلى عن قوات سوريا الديمقراطية، التي كانت واحدة من بين عدد كبير من جماعات المعارضة المسلحة خلال الحرب الأهلية السورية التي استمرت 13 عاما.
ونقلت قناة (تي.في5 موند) عن إلهام أحمد، الرئيسة المشاركة لدائرة الشؤون الخارجية في الإدارة الكردية بالأراضي الشمالية الواقعة خارج سيطرة الحكومة السورية المركزية، قولها "الولايات المتحدة وفرنسا يمكنهما بالفعل تأمين الحدود بالكامل. نحن مستعدون لأن يتولى هذا التحالف العسكري هذه المسؤولية".
وأضافت "نطلب من الفرنسيين إرسال قوات إلى هذه الحدود لتأمين المنطقة منزوعة السلاح، لمساعدتنا في حماية المنطقة وإقامة علاقات جيدة مع تركيا".
ومن غير الواضح مدى تقبل تركيا لمثل هذه المبادرة نظرا لأن أنقرة عملت لسنوات على تأمين حدودها في مواجهة التهديدات القادمة من سوريا، وتعهدت بتدمير وحدات حماية الشعب.
وقالت المسؤولة "بمجرد أن تتمكن فرنسا من إقناع تركيا بقبول وجودها على الحدود، عندها يمكننا أن نبدأ عملية السلام... نأمل أن يتم تسوية كل شيء في الأسابيع المقبلة".
وقال مصدر مطلع على الأمر إن المحادثات جارية بالفعل غير أنه أحجم عن كشف المدى الذي وصلت إليه هذه المحادثات أو مدى واقعيتها.
جهود لتجنّب عملية عسكرية
أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن واشنطن تبذل جهودا مع أنقرة للحؤول دون أن تشنّ عملية عسكرية ضد الأكراد في سوريا، وذلك غداة تهديد تركيا بهجوم من هذا النوع ضد مقاتلين تصنّفهم "إرهابيين".
وقال بلينكن إنّ تركيا لديها "مخاوف مشروعة" بشأن مقاتلي حزب العمال الكردستاني داخل سوريا، ودعا إلى حلّ في البلاد يشمل مغادرة "المقاتلين الإرهابيين الأجانب".
وأضاف خلال مؤتمر صحافي في باريس "هذا مسار سيتطلب بعض الوقت، وفي غضون ذلك، ما لا يصبّ بعمق في صالح كل الإيجابيات التي نراها تحصل في سوريا، سيكون (اندلاع) نزاع، وسنعمل بجدّ بالغ لضمان ألا يحصل ذلك".
وقال بلينكن إنّه يتوقع أن تُظهر الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب "اهتماما قويا" في ضمان "ألا يطل (تنظيم الدولة الإسلامية) برأسه القبيح مجددا"، معتبرا أن "جزءا أساسيا من ذلك، هو التأكد من أنّنا نمكّن قوات سوريا الديموقراطية من القيام بالعمل الذي كانت تقوم به".
وللولايات المتحدة نحو 2000 جندي في سوريا يعملون مع قوات سوريا الديمقراطية لمنع عودة ظهور الدولة الإسلامية.
إخوة في السلاح
وأشار وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في مؤتمر صحفي في باريس إلى جانب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي سيغادر المنصب قريبا إلى وجود محادثات حول هذه القضية.
وقال بارو "يتعين أن يجد الأكراد السوريون مكانهم في هذا التحول السياسي نحن مدينون لهم لأنهم كانوا إخواننا في السلاح ضد (تنظيم) الدولة الإسلامية".
وأضاف "سنواصل جهودنا... لضمان معالجة المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا... وأيضا لضمان المصالح الأمنية للأكراد (في سوريا) وحقوقهم الكاملة في المشاركة في بناء مستقبل بلادهم".
وقال مسؤول فرنسي إن بلاده ما زال لديها عشرات من القوات الخاصة على الأرض منذ دعمها السابق لقوات سوريا الديمقراطية حين كانت باريس تقدم الأسلحة والتدريب.